"غدي نيوز"
بعد أن انتشرت ظاهرة عدوى إنفلونزا الخنازير عام 2009، وأعلنته منظمة الصحة العالمية وباءً عالمياً نتيجة اتّساع رقعة انتشاره، التي شملت لبنان مسجّلةً عدداً من الإصابات وحالة وفاة أُعلنت خارج نطاق وزارة الصحة تبعتها حالة أخرى عام 2013، يبدو أن هذا الفيروس عاد إلى الواجهة، بعد أن علمت "المستقبل" من مصادر طبيةً وجود حالة اصابة بانفلونزا الخنازير في احد مستشفيات منطقة صور، أصابت شخصاً. وأُفيد أن حالة المصاب الصحية تدهورت بشكل دراماتيكي أمس وأجريت اتصالات مع مستشفى في بيروت لنقل المصاب على وجه السرعة. كما ذكر أن هناك إصابتين مرجحتين أيضاً، حيث تُجرى الفحوص اللازمة لهما للتأكد من إصابتهما بهذا الفيروس وهما تعودان لرجل وسيدة.
"المستقبل" استوضحت المعنيين في المستشفى اللبناني الايطالي في صور الذين امتنعوا عن الادلاء بأي معلومات الا بعد الحصول على إذن من وزارة الصحة او نقابة الاطباء، فيما اشار البعض منهم الى ان هناك اكثر من 3 حالات التهابات صدرية حادة وان من بين تلك الحالات، اثنتين من بلدة واحدة شرق صور واحدى الحالتين توصف بالدقيقة جداً.
المرض في لبنان
وكانت سجّلت أول حالة وفاة، قيل انها بفيروس (H1N1) المسبب لإنفلونزا الخنازير في لبنان في 30 تموز (يوليو) 2009، حيث بيّنت أثناءها مصادر طبية أن حالة الوفاة لشاب يدعى انطوان نعمة الله تم تسجيلها في مستشفى "أوتيل ديو". وأعلن وزير الصحة آنذاك محمد جواد خليفة أن عدد المصابين بانفلونزا الخنازير في لبنان بلغ 162 إصابة مثبتة مخبرياً، لكنه لم يؤكد سبب وفاة انطوان نعمة الله الذي جرى إعلان وفاته خارج نطاق الوزارة ومن دون إجراء الفحوص اللازمة.
وكان خليفة سبق وأكد في 30 أيار (مايو) 2009، ظهور أول ثلاث حالات إصابة بإنفلونزا الخنازير، وهي حالات قادمة من الخارج، تمّت معالجتها بشكل سليم. وتوالت بعد ذلك حالات الإصابة المكتشفة في لبنان، حتى بلغت في أواخر حزيران (يونيو) 30 حالة كلها قادمة من الخارج، خصوصاً من الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وعلى الأثر، دعت وزارة الصحة إلى التقيّد بتدابير "تجنّب الإحتكاك أو الوجود في الغرفة نفسها مع شخص مصاب بعوارض الإنفلونزا ووضع القناع الواقي (كمامة) طوال فترة الوجود قرب أشخاص مصابين وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد ملامسة المصابين، وتفادي الأماكن العامة والمكتظة".
كما أعلنت الوزارة آنذاك في بيانها الأول الصادر بتاريخ 26 نيسان (أبريل) 2009، "توفّر الدواء الذي يستعمل لعلاج هذه الحالات في مستودعات الوزارة، مطلقة سلسلة بيانات تحذيرية وتفسيرية حول المرض والتدابير الإحترازية التي ستعتمدها لاقتفاء آثار الإصابة لدى القادمين من الخارج". كما اتخذت وزارة الزراعة آنذاك إجراءات عديدة للحؤول دون انتشار المرض في لبنان.
عالميا
أما منظمة الصحة العالمية فقد رفعت في 11حزيران (يونيو) 2009، المستوى الوبائي لمرض إنفلونزا الخنازير إلى المرحلة السادسة ضمن مراحل الجوائح، وأعلنته وباءً عالمياً بعد انتشاره في 88 دولة، مع مجموع إصابات وصل إلى 48954، في حين أدى اليروس إلى وفاة 193 شخصاً في العالم أجمع.
وإذ اعتبرت منظمة الصحة العالمية في 7 شباط (فبراير) 2013 هذا الوباء "معتدلاً"، رغم انتشاره بسرعة كبيرة، ورغم التفاؤل النسبي وتوزيع اللقاحات في عدد من الدول، فقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عام 2013 "وفاة امرأة في الثلاثين من عمرها، وحامل بشهرها الثامن بفيروس انفلونزا الخنازير، بعد أن وصلت إلى طوارئ مستشفى بيروت الحكومي الجامعي بحالة موت سريري من أحد مستشفيات البقاع بعد إصابتها بقصور رئوي حاد".
يُشار إلى أنه في أواخر نيسان (أبريل) من العام 2009، انطلقت ظاهرة مرض إنفلونزا الخنازير في المكسيك حيث أعلنت السلطات إصابة مئات الأشخاص ووفاة 61 شخصاً، غير أن عدداً من الإصابات بهذا المرض سجّلت عبر التاريخ. ففي سنة 1976 تمّ إعلان إصابة 200 شخص بينهم حالة وفاة واحدة، وفي العام 1988، أصيبت سيدة أميركية باليروس، توفيت بعد أسبوع على تلقيها العلاج. كما أنه بين العامين 2005 و2008، سجّلت إصابة 12 شخصاً باليروس في الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا، ولكن من دون إعلان أي حالة وفاة.
وكانت الأمم المتحدة بدورها، سارعت إلى التحذير من هذا المرض ومن خطر انتشاره في العالم، داعية الدول إلى التضامن فيما بينها لمواجهة هذا الفيروس، محذرة من "تحوّله إلى وباء عالمي جديد".
يُذكر أن إنفلونزا الخنازير هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي تسببها فيروسات إنفلونزا تنتمي إلى أسرة (أورثوميكسوفيريداي) (Orthomyxoviridae) التي تؤثر غالباً على الخنازير. هذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الإنفلونزا في الخنازير بصورة دورية في عدد من الدول منها الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا وأميركا الجنوبية وأوروبا وشرق آسيا. وحتى عام 2009 تمّ التعرف على ستة فيروسات لإنفلونزا الخنازير. كما أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر.
ومنذ منتصف القرن العشرين تمّ تسجيل خمسين حالة بشرية مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، وعادة تكون أعراض العدوى مشابهة لأعراض الإنفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم وارتفاع حرارة الجسم وإرهاق وآلام في العضلات والحلق وسعال وصداع وأعراض تنفسية حادة. ويفترض بعض العلماء أن أول وباء لإنفلونزا الخنازير ينتشر بين البشر حصل عام 1918، حيث ثبت إصابة الخنازير بالعدوى مع إصابة البشر، إلا أنه لم يثبت بشكل قاطع من تلقى العدوى أولاً.
"المستقبل"