"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
يبدو أن فلتان الصيد البري لا يقتصر على لبنان فحسب، إذ أكدت آخر التقارير أن جزيرة قبرص تحتل مكانة متقدمة في تخطي القوانين وممارسة الصيد الجائر، وهذا ما يفرض على الحكومات الكثير من التحديات لمواجهة هذه الظاهرة في مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط.
ومع تكشف حقيقة ما تشهده قبرص ولبنان من ارتكاب مجازر بحق الطيور المهاجرة وغيرها من الدول المتوسطية، فهذا يعني أننا مع مرور سنوات عدة سنشهد انقراضا لانواع كثيرة من الطيور المهاجرة، خصوصا إذا علمنا أن هذه الطيور في مسار هجرتها تتوقف في محطات عدة، وهي تمثل حلقة مهمة في التوازن البيئي، وتسدي خدمة للمزارعين من خلال القضاء على الحشرات الضارة وتوفر على المزارع لجهة مكافحتها بالادوية الكيماوية الشديدة السمية التي تلوث الهواء والمياه الجوفية، فضلا عن أنها تقضي في الوقت عينه على أنواع كثيرة من الحشرات المفيدة.
يكفي أن نذكر أن الجوارح (الصقور والعقبان على أنواعها) تقضي على فئران الحقول التي تهدد المحاصيل الزراعية، وأن بعض أن أنواع الطيور الصغيرة تقتات على البعوض والحشرات على أنواعها، وبعضها يلتهم ضعف وزنه من الحشرات الضارة، ومنها على سبيل المثال طائر "الخطاف" و "الصلنج" و "السفاري" وغيرها.
الصيد بالشباك والأفخاخ
وفي هذا المجال، فقد تعرض نحو 2 مليون طائر مهاجر للصيد بطريقة غير مشروعة في قبرص، نظرا لإقبال أهل الجزيرة على أكل لحومها، وفق ما ذكرت منظمة معنية بالحفاظ على البيئة.
وأوضحت دراسة قامت بها مجموعة بيئية محلية، تعرف باسم "بيردلايف سايبرس" Birdlife Cyprus أنه في فصل الخريف، وتحديدا في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الاول (أكتوبر) الماضيين، أنه تم اصطياد أكثر من 2 مليون طائر بواسطة شباك أو أفخاخ ومن بينها "الدبق"، على ما أشار موقع "سكاي نيوز".
وقد دعت هذه المجموعة البيئية القبرصية إلى ضرورة "وضع قوانين أشد صرامة لوقف مثل هذه الأعمال".
قتل الطيور يتضاعف
وأشارت منظمة "بيردلايف سايبرس" Birdlife Cyprus إلى أن عدد الأفخاخ التي استخدمت خلال عام 2014 كانت ضعف العدد المستخدم في السنة التي سبقتها، وأن عدد الطيور التي تم اصطيادها في 2014 يعد الأعلى منذ أن بدأت المنظمة بمراقبة عمليات الصيد عام 2002.
وتحاول المنظمة التصدي لمثل هذه الممارسات، خوفا من العودة إلى الأعداد المهولة من الطيور التي تم اصطيادها عام 1990، التي وصلت إلى 10 ملايين طائر، في ما اعتبر وقتذاك مجزرة حقيقية طاولت الطيور المهاجرة.
العقوبات نادرا ما تطبق
يشار إلى أن جزيرة قبرص طبقت قوانين تحظر هذه الأنشطة قبل انضمامها للاتحاد الأوروبي عام 2004، إذ قد يتعرض المدانون إلى عقوبة بالسجن تصل إلى 3 سنوات، أو لدفع غرامة تصل إلى 17 ألف يورو، لكن هذه العقوبات نادرا ما تطبق، كما هو الحال في لبنان، ما يشجع على استمرار عمليات الابادة للطيور المفترض أنها تسدي للانسان خدمة دون مقابل حين تقضي على الحشرات التي تتهدد مواسمه الزراعية.