"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
يمكن أن يعيث غزو "الرخويات" Slugs و "القواقع" Snails فسادا وخرابا في الحدائق والبساتين البريطانية، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الغطاء النباتي وتكون له تداعيات ليس ثمة من يمكنه معرفة نتائجها في المستقبل.
وهذه ظاهرة يتخوف العلماء والخبراء البيئيون من نتائجها السلبية المتوقعة، وما تشهده بريطانيا يقدم دليلا إضافيا على ظاهرة التغير المناخي وعلى الصيد الجائر الذي تسبب في تراجع الأعداء الطبيعيين لهذه الرخويات والقواقع التي باتت تمثل تهديدا حقيقيا للنبات في المملكة المتحدة.
الاسوأ في تاريخ الآفات
وبحسب موقع صحيفة "التلغراف" البريطانية The Telegraph، تنبأ الخبراء بأنَّ هذا الأمر قد يكون الاسوأ في تاريخ إصابة الحدائق بالآفات بسبب اعتدال فصل الشتاء في بريطانيا، أي أن الأمر غير منفصل عن ظاهرة التغير المناخي التي تجتاح العالم، بحيث نشهد حالات متطرفة في الطقس الشديد التقلب، وما يرافقه من مظاهر لا عهد للانسان بها من قبل، وعلى نطاق واسع.
ويحتوي كل متر مكعب من حديقة في بريطانيا على حوالي 200 من الرخويات، وكل كائن منها قد ينتج 200 آخرين، وفقا لتقديرات الدكتور إيان بيدفورد Ian Bedford، رئيس قسم علم الحشرات في مركز جون إينيس،Head of Entomology at John Innes Centre، وهو مركز علمي مستقل، ومتخصص في الأبحاث والتدريب في النباتات والعلوم الجرثومية.
الاستعانة بالمفترسات الطبيعية
وأوضح أنَّ "هذه الكائنات تلوذ وتختبىء في فصل الشتاء بالحدائق والبساتين في بريطانيا"، وأشار إلى أنه "ليس من المفاجئ القول بأنَّ أرقام دودة البزاق، لا سيما الإسبانية الغازية Spanish breed التي يمكن أن تضع ما يصل إلى 400 بيضة، سوف تتصاعد العام الجاري".
وأضاف بيدفورد قائلا: "ينبغي أن يستعين المزارعون بالمفترسات الطبيعية مثل الطيور والقنافذ في الحدائق لخفض عدد دود البزاق وسائر الرخويات والقواقع، فضلا عن المساعدة في حماية الحياة البرية البريطانية الأصلية".
الحد من تأثير المبيدات السامة
لكن المشكلة، بحسب "التليغراف" أيضا أن لدى الأنواع الغازية الإسبانيةSpanish breed طبقة إضافية من الوحل واقية، وهذا يعني أنها تكون في مأمن من معظم منتجات مكافحة الآفات.
وفي هذا المجال، أكد خبير بيئي لـ "غدي نيوز" أن "الطرق المثلى لمواجهة الآفات الزراعية والحشرات المضرة هي في وجود أعدائها الطبيعيين، ولا سيما منها الطيور على أنواعها، للحد من تأثير المبيدات السامة ليس في بريطانيا فحسب، وانما في كل بقعة من بقاع العالم اذا ما أردنا الحفاظ على التوازن البيئي".