fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
نظمت نقابة المهندسين في بيروت بالتعاون مع معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وجامعة "تور" الفرنسية المؤتمر العلمي عن "المشهدية والصورة في الدول ذات الازمات المعقدة"، بحضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب، رئيس هيئة المعماريين العرب انطوان شربل، رئيس فرع المهندسين المعماريين السابق في نقابة المهندسين جورج الفغالي، رئيسة الماجستير في المشهدية والمواقع الطبيعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة كريستيان صفير، عميد كلية الفنون في الجامعة اللبنانية محمد الحاج، رئيس قسم هندسة المشهدية في جامعة تور الفرنسية فرنسوا رابليه، رئيس رابطة المعماريين في نقابة المهندسين حبيب صادق، الملحق الثقافي في السفارة السويسرية ميشال ابو خليل، ممثل اساتذة معهد الفنون الدكتور وليد ملاعب، رئيسة المهندسين الموظفين في القطاع العام في نقابة المهندسين جاهدة عيتاني، رئيسة فرع المهندسين الزراعيين ميشلين وهبي، وحشد من المهندسين المختصين بالمشهدية وطلاب الجامعات اللبنانية التي تعلم هذا الاختصاص.
بداية تحدث المحاضر المهندس بشار الامين فتناول "واقع الطبيعة والمشهدية القائمة في لبنان، وتناول تفاصيل المؤتمر مؤكدا انها "ستكون مصدر غنى للواقع اللبناني عموما".
الفغالي
بعده تحدث الفغالي فقال: "من الممكن ان تعاني المدينة، في كل لحظة، من صراعات وازمات ومشاكل تظهر لعبة السلطة (القوة) التي تطال المساحات المدنية وتؤثر على مشاريع التأهيل. ويتأثر النسيج المدني بهذا الامر، ما يصعب العمل بالنسبة للمهندس المعماري الذي يتخطى دوره ومسؤوليته تجاه المجتمع للوصول الى مشاركة حقيقية وفعالة في تعديل تدريجي للاراضي بطريقة رسمية لا رجوع عنها. جميع الفنون الجميلة كالهندسة والرسم والنحت والسينما تحمل لغة تروي قصص الصراعات والمشاكل".
اضاف: "دور المهندس المعماري يتخطى حدود الفن وخلق الاشكال ليتحول الى منظم المساحات، وبالتالي من المهم الاعتراف بمساهمته في تطور المساحات".
وتابع: "النقابة التي تدعم المهندس هي مؤسسة ذات مهمة تتعلق بالخدمة العامة بهدف تحسين البيئة التي يعيش فيها الانسان. هدفنا ومسؤوليتنا كاعضاء في مؤسسة مسؤولة عن المهندسين هي المساهمة في كل نشاط يبحث عن الهندسة المعاصرة التي تظهر المكونات الاساسية للاراضي وهي المناظر الطبيعية البنية المدنية والشكل الهندسي".
وختم: "نحن سعداء بالمساهمة في جمع اعضاء النقابة واستقبال باحثين من عدة اختصاصات، اتوا لمشاركة افكارهم ونظرياتهم بهدف تحسين نوعية الحياة".
صفير
وتناولت الدكتورة كريستيان صفير عن تاريخ قسم تصميم المشهد والمواقع الطبيعية في الجامعة اللبنانية ويضم الديناميكية البيئية والمشهدية على اشكاليات المكان.
كما تناولت المواضيع التي سيناقشها المؤتمر الهادفة الى "التطوير والتنمية" واشارت الى ان "الجديد في هذا المؤتمر انه يقدم توصيات على ترتيب المشهدية في حالات الاشكال".
ينغي
من جهته، اوضح جان لويس ينغي ان "الهدف هو العمل على المشهد الطبيعي وكل ما يتعلق به من ازمات معقدة، كان يجب ايجاد مدخل علمي لاعطاء المؤتمر الاهمية، وهذا المدخل كان الصورة التي هي التعبير المجتمعي وهي الرسم والسينما والصورة".
اضاف: "هذا العمل يحتاج كي يتحقق الى قسمين الكتابة والصورة، وهذا التعامل حصل بالتعاون حصل مع نقابة المهندسين. وان الكتاب ستموله جامعة تور الفرنسية والمختبرات في جامعة تور في كانون الاول في العام 2015".
الحاج
بدوره اكد الحاج ان "تجدد لقاءاتنا في نقابة والمهندسين، ورعايتها لانشطتنا الجامعية يحمل في معانيه دلالات معرفية لتفاعل الادوار لهاتين المؤسستين، واللتين تشكلان في مسار ازمتنا اللبنانية نموذجين مهتمين بفكرة الوطن وبالبحث عن مكنونات تلاقينا المجتمعي، رغم كل ما يثار عن مستويات التأزم الاقتصادي - السياسي السائد".
اضاف: "استطاعت النقابة الحفاظ على استمرارية دورها في سعيها الدائم لتحصين الاداء المهني للمهندسين، والجامعة الوطنية تعمل من اجل الحفاظ عل مستويات الاكاديمي في التكوين المهني المتلائم مع متطلبات وقائعنا والتطورات العلمية والتقنية".
واوضح ان "معهد الفنون الجميلة استطاع من ارساء مفاهيم الترابط لمناهجه الاكاديمية مع الاحتياجات التنموية، واستطاع اثارة القضايا الاكثر اهتماما مع بلورة خطط التنمية واجراء دراسات تكشف اتجاهات المشاريع الضرورية، والتي نستطيع من خلالها عل ادراك واع ومتكامل للعديد من الاشكاليات السائدة في تنفيذ مشاريع التنمية، مرافقا ذلك مع اعداد للاختصاصيين والتدريب على طرائق تحسيس الطلاب لمقاربتها من اجل صياغة واقعية لسبل معالجتها".
واشار الى ان "هذا ما يعمل عليه قسم تصميم المشهد والمواقع الطبيعية في المعهد، حيث استطاع خلال السنوات المنصرمة من تقديم عدة مشاريع منجزة للعديد من البلديات وما اختياره لقضايا مشهدية الموقع ودلالات تشكلاته في هذا المؤتمر، الا ان محاولة لقراءة التحولات التي يمكن ادراكها في انسجتنا المبنية والطبيعية. فما نشهده من انتاج للسلع المادية وطرائق استهلاكها، وما فرضوه من مفاهيم ريعية في المصارف والتي اصبحت مع الاسف الشديد مهيمنة على الذائقة الاجتماعية، يستدعي البحث عما يمكن ان يشير اليه في ابحاثنا لترشيد وقائعنا هي دعوة باتجاه اعادة تشكل المشهد من مكونات عقلانية، تطرح افتراضيا الفضاءات المؤنسنة بمقاييسها العامة، ما يعزز الانتماء اليها، وهذا من ضمن التساؤلات الرئيسية لهويتنا الوطنية المتماهية مع هذه الرؤى المعاصرة للتكونات المشهدية بل والمتوائمة مع مقاييسها العامة".
شهاب
وفي الختام تحدث النقيب شهاب فقال: "يشرفني ان اتحدث في هذا المؤتمر العلمي النوعي المتعلق بوقع جمالية الطبيعة على الابنية والصحة، لما لهذا العنوان من دلالة ايجابية على حياتنا من خلال عمارة ناتجة عن بيئتها وذات مسؤولية تجاهها. فمن جهة، ان الابنية التي تحترم موارد الارض وجمالها الطبيعي هي ابنية توفر احتياجات مستعملها وتحافظ على صحتهم، وزيادة انتاجهم واشباع متطلباتهم الروحية، وذلك من خلال تطبيق الاستراتيجيات المؤكدة لاستدامة البيئة. ومن جهة ثانية، بعض المباني الاخرى تعتبر من أكبر مسببات الأضرار المتواجدة على الأرض، نظرا للتلوث الناتج عن تدفئة وتبريد بيئتها الداخلية، اضافة إلى الطاقة الضخمة والموارد غير المتجددة التي تستهلكها صناعة مواد البناء، كما بالنسبة للامراض التي ممكن ان تنتج عبر اختيار مواد البناء والتي ينبعث منها عناصر مؤثرة على الهواء وتنعكس على الانسان".
اضاف: "لذلك، تقوم نقابة المهندسين في بيروت:
-بتشجيع الاقبال على الاختصاص الهندسي الجديد في الجامعات اللبنانية والمسمى بـ Landscaping وتسعى الى تنشيط وابراز دورهم المميز بعد تخرجهم.
- بدعم قيام مرجعية علمية في البناء الاخضر لكي تعيد الى الطبيعة مكانتها.
-بدعم كل عمل يؤمن حماية الموارد الطبيعية.
-بالسعي بكل قوة لتحقيق التدابير الضامنة لاستدامة حقيقية، كزراعة الأشجار وغيرها من مستلزمات المحافظة على البيئة الخضراء، سيما بعد أن ظهر جليا أن التصحر يولد التصحر، فكلما قطعنا شجرة انخفض هطول الأمطار، وكلما زرعنا شجرة إضافية ساعدنا على تحفيز المطر وعلى زيادة ثروتنا في المخزون الأساسي والاستراتيجي".
وختم ان "المهندس هو رأس الحربة في الميدان، وعلينا مسؤولية كبيرة لمواءمة العمران لكل ما هو حضاري وليس تجاري، ولكل ما يتفاعل مع البيئة المحيطة من دون ان يؤذيها، الخروج بتوصيات تساعد في بناء ثقافة فكرية خضراء تنعكس على المباني العمرانية التي تتميز ببيئات متنوعة، ومستنبطة من الطبيعة الخضراء، لما فيه خير الانسان والكائنات الحية".