"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

       أثار انتشار "مرض الهزال المزمن" Chronic wasting disease أو "مرض زومبي الغزلان" zombie deer disease بوتيرة متسارعة بين الغزلان بالولايات المتحدة وأجزاء من كندا، مخاوف من انتقال عدوى هذا المرض إلى الإنسان.

       وأفادت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، أمس الأربعاء 24 كانون الثاني (ديسمبر)، بأن العدوى منتشرة في 22 ولاية أميركية غالبيتها في وسط البلاد، إضافة إلى مقاطعتين في كندا.

تشابهه مع وباء جنون البقر

       ويؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض غير طبيعية تحول حركة الغزلان إلى ما يشبه "الزومبي" وفقا للخبراء، حيث يهاجم الفيروس المسبب للعدوى الدماغ والنخاع الشوكي والأنسجة الأخرى في الغزلان deer والأيائل elk والموس moos، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، وعدم التناسق في حركته، والعدوانية قبل أن ينفق الحيوان في نهاية المطاف.     ولا يعرف حتى الآن إذا كانت للفيروس قدرة على الانتقال إلى الإنسان، لكن دراسة جديدة أفادت بأن قردة "الماكاك" macaques قد تصاب بالمرض في حال تناولت وجبة لحوم مصابة، ولكن حتى الآن لم يثبت انتقاله إلى الإنسان وفقا لـــ "راديو كولورادو الرسمي" Colorado Public Radio.

وأثار احتمال إصابة الإنسان بفيروس الغزلان في الفترة المقبلة مخاوف لتشابهه مع وباء جنون البقر mad cow.

احتمال استمرار تطوره

وقد رصد هذا المرض قبل حوالي خمسين سنة، وتعتبر ولاية كولورادو الأميركية مركز هذا المرض، ومن الممكن أن يصيب الحيوانات البرية أو تلك الموجودة في المزارع، ومن المعروف أن له آثار خطيرة ومروعة على الحيوانات، ولكن يمكن أن تمضي سنوات قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور.

واكتسب هذا المرض هذا اللقب من الأعراض الغريبة التي يسببها، بما في ذلك التحديق (في الفراغ) والأضلاع الظاهرة، لأنه يتسبب في خسارة الحيوان وزنه بصورة كبيرة.

ويحاول العلماء البحث حول كيفية انتشاره، وكيفية الإصابة، وحذر المدير المساعد لمركز أبحاث البريونات the Prion Research Center في جامعة ولاية كولورادو، قائلا: "بالنظر إلى اكتشافه مؤخرا واحتمال استمرار تطوره، فإن بعض العلماء يشككون في أن الأمر يتعلق بمسألة زمنية فقط، قبل ظهور بريون يمكن أن ينتقل إلى البشر".

اختبار اللحوم قبل تناولها

ويحث "مركز مكافحة الأمراض والصيادين" جميع من يمارسون الصيد في المناطق التي من المعروف أن المرض موجود فيها بضرورة اختبار اللحوم قبل تناولها، واتخاذ العديد من احتياطات السلامة في هذه المواقع.

وفي كندا أشار مسؤولين فرع المنتجات الصحية والغذاء Health Products and Food Branch  في وزارة الصحة الكندية في بيان الربيع الماضي: "في حين أن مراقبة واسعة النطاق في كندا وأماكن أخرى لهذا المرض لم تقدم أي دليل مباشر على أن هذا المرض قد يصيب البشر، إلا أنه لا يمكن استبعاد إمكانية نقل المرض إلى البشر".

وأضاف البيان: "على المواطنين اتباع الاحتياطات، ونواصل الدعوة إلى أن النهج الأكثر حذرا وهو بأن هذا المرض لديه القدرة على الإنتقال إلى البشر".