fiogf49gjkf0d
الهائمات العالقة في مياه المحيط ليست مجرد غذاء للحيتان
"غدي نيوز"
كشف العلماء يوم الخميس الماضي (22-5-2015) النقاب عن أوسع تحليل حتى الآن للهائمات العالقة في مياه المحيط "البلانكتون" Plankton، والتي تستخدم كغذاء للمخلوقات البحرية كالحوت الازرق مثلا، والتي ينطلق منها أيضا نصف غاز الأوكسجين الذي يتنفسه الإنسان.
والــ "بلانكتون" هي مجموعة الكائنات الحية الصغيرة أو المجهرية من الأحياء الحيوانية والنباتية والطحالب ويرقات الاسماك، فضلا عن البكتريا والفيروسات التي تعيش طافية على سطح الماء.
وقضى الباحثون ثلاثة أعوام ونصف العام على ظهر سفن شراعية من نوع "تارا" Tara، وأخذوا 35 ألف عينة من الـ "بلانكتون" من 210 مواقع في شتى أرجاء العالم، من أجل تحديد مدى توزيع هذه الكائنات، وتاليا رصد كيفية تفاعلها مع بعضها بعضا كما أجروا تحليلا وراثيا لها.
مكون حيوي لمنظومة دعم الحياة
وقال كريس باولر Chris Bowler، وهو مدير أبحاث باـ "لمركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية" France's National Center for Scientific Research وأحد المشاركين في الدراسة التي أوردتها دورية "ساينس" ان "البلانكتون شيء أكبر من مجرد كونه غذاء للحيتان".
وأضاف "على الرغم من صغر حجمها الا ان هذه الكائنات مكون حيوي لمنظومة دعم الحياة على وجه الأرض، إذ توفر نصف غاز الأوكسجين المنبعث سنويا على وجه الارض من خلال عملية التمثيل الضوئي عند قاعدة السلاسل الغذائية البحرية التي تعتمد عليها جميع اوجه الحياة الأخرى بالمحيط".
تنوع وراثي
وأجرى العلماء أضخم عملية من نوعها حتى الآن في علوم البحار لرصد التسلسل الجيني للحمض النووي، ووضعوا أيديهم على نحو 40 مليون جين للبلانكتون، معظمها لم يكن معروفا من قبل.
واتسم معظم البلانكتون بدرجة أكبر من التنوع الوراثي عما كان يعتقد من قبل. لكن التنوع الجيني للفيروسات البحرية كان أقل من المتوقع.
وقال باولر إنه من خلال إزالة غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتحويله الى كربون عضوي عبر عملية التمثيل الضوئي، يوفر البلانكتون مادة عازلة ضد تزايد غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن احراق الوقود الحفري.
وقال رومين تروبليه Romain Troublé مدير البعثات البحرية "تارا"، إن السفن الشراعية أبحرت مسافة 140 ألف كيلومتر خلال المهمة البحثية البحرية.
التفاعلات بين كائنات البلانكتون
وكابد أعضاء البعثة العلمية مصاعب جمة منها محاصرتهم حول كتل الجليد القطبية عشرة أيام، وعواصف في مياه البحر المتوسط ومضيق ماجلان، فضلا عن الابحار عبر خليج عدن تحت حراسة البحرية الفرنسية لحمايتهم من القراصنة.
ووجد العلماء ان معظم التفاعلات بين كائنات البلانكتون ذات خلفية طفيلية، كما وجدوا أدلة على انتشار واسع للفيروسات في المحيطات.
وقالت جنيفر بروم Jennifer Brum أستاذة علوم المحيطات بجامعة اريزونا والمشاركة في هذا البحث "لان معظم المكونات الكثيرة للبلانكتون من البكتيريا فانه يعتقد ان غالبية الفيروسات في المحيط اصابت البكتيريا بالعدوى".
وأضاف "خير سبيل لفهم ذلك هو أن نتصور وجود نحو 200 مليون من الفيروسات في كل ملء فم من مياه البحر، وان معظم هذه الفيروسات تصيب نحو 20 مليونا من البكتيريا الموجودة في كل ملء فم من مياه البحر".
المصادر: "الدايلي ميل" + رويترز" + وكالات