"غدي نيوز"
تمكنت الباحثة البحرينية نجلاء الفاضل مؤخرا من التوصل الى بكتيريا مائية قادرة على إزالة البقع النفطية من على سطح البحر.
وقالت الفاضل إن البكتيريا المحدثة ستساهم بشكل كبير في الحد من تعرض مياه البحرين والخليج عموماً للمزيد من الأخطار البيئية الناجمة عن التلوث النفطي، الذي ما يزال يؤرق دول المنطقة منذ أكثر من نصف قرن ويهدد الثروات البحرية بالزوال.
وكشفت الفاضل عن عزمها الاستمرار في بحوثها العلمية الرامية لحماية البيئة والمحافظة على نظافة الشواطئ وسلامة الكائنات البحرية من أي تلوث صناعي.
وأضافت الفاضل "بدأت أفكر في تلوث البحر منذ كنت صغيرة عندما كنت أزور الشاطئ وألاحظ البقع النفطية تشوّه منظر البحر، وبعد أن ذهبت للمدرسة الثانوية قمت بعمل مشروع مكافحة تلوث البحر بواسطة البكتيريا وحصلت على نتائج جيدة، ولكن كان المشروع بشكل مبسط وذلك لمحدودية مختبرات المدرسة".
أما في الجامعة فقد قمت بتقديم فكرة المشروع في مسابقة لمجلس التنمية الاقتصادية للبحوث العلمية في 2010، حيث فاز المشروع وتمكنت من تطبيقه، وحصلت على النتائج المطلوبة وهي القضاء على النفط بواسطة البكتيريا بنسبة 100 في المئة.
وذكرت الفاضل "أجريت التجارب في قسم الأحياء في جامعة البحرين، وتعمل البكتيريا على تكسير النفط في البداية فيتحول إلى كريات تتغذى البكتيريا عليها. والتجارب مكّنتنا من إزالة النفط بنسبة 100 في المئة. كانت العملية في البداية تستغرق وقتا طويلا، ولكن اكتشفنا بعض المواد التي تحتاجها البكتيريا لتسريع العملية، ويتركز عملنا في الوقت الحالي على كيفية اختصار الوقت بشكل اسرع مما هو عليه الان، وبمجرد أن تتخلص البكتيريا من النفط فانها تموت لأنها ببساطة لن تجد مصدرا غذائيا آخر تقتات عليه، وليس لموتها أي آثار جانبية على البيئة".
واضافت: "ان هذا البحث ليس ابتكارا جديدا، فقد قامت به دول أخرى بنتائج متفاوتة، ولكن الفرق أن البكتيريا التي استخدمناها محلية من بيئة البحرين، حيث استخرجنا عدة أنواع من البكتيريا من أماكن متعددة من بيئتنا واستخدمنا النوع الأكثر فاعلية. ومن الممكن أن أحصل على براءة اختراع بعد أن تتوفر الاحتياجات المختبرية التي ستمكنني من تسريع العملية بشكل أكبر".
وتمنت الفاضل أن يصل للعالمية، فهو مشروع بيئي من الدرجة الأولى ويفيد البشرية جمعاء.
وقالت "لقد مكّنتني جامعة البحرين من استخدام المختبرات لعمل تجاربي. كما تلقيت دعما معنويا من الأهل والبروفسور وهيب الناصر والدكتورة سلوى الذوادي التي أشرفت على البحث. أما الدعم المادي فكان من مجلس التنمية الاقتصادية كوني فزت عام 2010 في مسابقة "رؤيتك تحققها بيدك" للرؤية الاقتصادية للبحرين لعام 2030".
وأشارت الفاضل إلى أن إنجازها العلمي لم يحصل على الاهتمام الذي كانت تتمناه من المسؤولين الحكوميين لغاية الآن، حيث كانت تتطلع إلى أن تقوم الدولة بتبني هذا المشروع من أجل أن تحظى البحرين بدور رائد في مجال مكافحة تلوث النفط في دول الخليج، كون البحرين تقع في منطقة الخليج التي تعتبر من أكبر مصادر الطاقة في العالم والتي بلغ التلوث فيها أكثر بـ50 مرة من المعدل العالمي للتلوث.
وتقول "مياه الخليج تتعرض للتلوث النفطي بشكل مستمر منذ أكثر من 50 عاما مما يهدد ثرواتنا البحرية، وقد انقرضت بالفعل أنواع كثيرة من الأسماك والكائنات البحرية بفعل هذا التلوث بالإضافة للأضرار الصحية على الإنسان وكذلك الأضرار الاقتصادية".