fiogf49gjkf0d
''غدي نيوز''
أقامت جامعة الاداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان AUL - الدكوانة اجتماعا حول طاولة "ندوة وعشاء"، تحدث فيها الامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار ورئيس مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر.
حضر الندوة، مستشار وزير التربية خليل صيقلي، ممثل وزير الداخلية مدحت زعيتر، عضو المكتب السياسي المركزي ومدير البروتوكول والعلاقات العامة في الحزب السوري القومي الاجتماعي وهيب وهبي، المستشار اول الثقافي في سفارة دولة فلسطين ماهر مشيعيل، ممثل المكتب الطلابي الحركي في لبنان وسام احمد، وفد جمعية خريجي المعاهد والجامعات البلغارية في لبنان المؤلف من رئيس الجمعية توفيق ابو حبيب وعضو الهيئة الادارية اكرم عمرو علي حرب وسلام حرب، رئيس جمعية الخريجين الفلسطينيين من جامعات روسيا والإتحاد السوفياتي في لبنان اسماعيل أبو خروب، المدير العام للمؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني - بيت أطفال الصمود قاسم عينا، مدير جمعية شباب من اجل التنمية محمد قاسم، مدير خدمات الأونروا في مخيم مار الياس ناصر صالح، مديرة خدمات الأونروا في مخيم شاتيلا فريال كيوان، مدير خدمات الاأونروا في مخيم برج البراجنة بهاء حسون، رئيسة لجنة الاعلام والمناصرة في المنتدى العالمي للاديان والإنسانية باتريسيا سماحة،؟ مؤسس المنتدى العالمي للاديان والإنسانية غسان ابو ذياب، ممثل رئيس الجامعة الدكتور عدنان حمزة، شريف شهاب، مدير فرع الدكوانة لويس النبوت، وحشد من القيمين على المدارس الخاصة.
نجيم
بعد النشيد الوطني رحب العميد أنطوان نجيم بالحضور، وقال: "الجامعة تجمعنا هو عنوان دعوتنا لكم اليوم وعلى الدوام".
أضاف: "آلت جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان AUL ولاسيما فرع الدكوانة، على نفسها، أن تكون جامعة العقول تنميها، والأفكار تصقلها، والآراء تنسقها وتبلورها، والقلوب توآلف في ما بينها، في سبيل وطن كان ذات يوم هو التاريخ، فتعيده معجنا يوزع على الكون خبز المجد والحضارة".
وأردف: "جاء في الدستور اللبناني أن النظام التربوي في لبنان نظام حر والتعليم إلزامي لجميع اللبنانيين وللسنوات التسع الأولى من الدراسة الأساسية. وقد نتج عن هذا النظام وجود قطاعين للتربية في جميع مستوياتها، وهما القطاع الحكومي الذي بدأ مع الإستقلال والقطاع التربوي الخاص الذي يعد أقدم منه بأجيال".
وتابع: "لما كان القطاع التربوي الخاص في لبنان يستوعب أكثر من 65% من إجمالي عدد الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة، وعدد المدارس الخاصة يفوق عدد الرسمية، والمدارس الكاثوليكية هي نواة التعليم الخاص وعماده، إرتأينا أن تبدأ سلسلة ندواتنا بندوة عن التعليم الخاص في لبنان".
الأشقر
ثم ألقى الأشقر كلمة تناولت واقع التعليم الخاص في لبنان جاء فيها: "لولا التعليم الخاص لما كان هناك تعليم في لبنان بخاصة لولا صموده خلال الحرب اللبنانية في ظل تفكك الدولة وتفكك المدارس الرسمية".
أضاف: "من خبرتي كمسؤول عن التعليم الخاص في وزارة التربية، التعليم الثانوي الخاص والتعليم الخاص في لبنان وقد بلغت عامها ال 21، أستطيع أن أقول إن أكبر نسبة مدارس موجودة في جبل لبنان حيث يبلغ عددها 627 مدرسة، و62000 معلم ومعلمة، وبينهم الخاص والرسمي المتعاقد بالساعات أو المواد، وأرى أن وضع التعليم الخاص يزداد سوءا عاما تلو العام، من حيث أوضاع واقع التلامذة والأهل الذين يرمون المسؤولية على كاهلنا".
ووجه الإنتقاد الى "وسائل الإعلام التي تسوق صورة تصنف بها المدرسة على أنها مسلخ وأنها تعامل التلامذة بصورة مجحفة".
ورأى "أن المدارس الخاصة تواجه مشاكل عديدة تبدأ بالأقساط التي لا تجبى وهنا يقع المديرون والمسؤولون في حيرة بين طرد الولد والذنب ليس ذنبه أو نبقيه ونواجه مشكلة الإستمرارية وبالنتيجة مدارس كثيرة تقع في العجز، وأخرى تقفل، أو تصرف معلمين".
ثم، انتقل الى عرض مشكلة المناهج "التي أكل عليها الدهر وشرب وقد تخطت عامها العشرين وبالرغم من أن المدرسة الخاصة تستنبط أمورا جديدة ومنها التعليم الرقمي الذي يشكل حديث الساعة في قطاع التعليم في الخارج"، وقال: "لكني لا أدري مدى قدرة مدارسنا على تبني هذا التعليم ومواكبة التطور".
وأردف: "لقد شاركت في مؤتمر نظمه البنك الدوليفي كوتونو، وأنا آسف لقولي أننا نحن الذين مضى علينا 180 عاما في التعليم الخاص في لبنان، تفوقت علينا إمارة دبي التي لا تبلغ خبرتها أكثر من عشرين عاما وباتت رائدة في هذا المجال لأن هناك إدارة وتحديث وقوانين تنفذ".
وأشار الى "موقف وزير التربية الياس بو صعب من مسألة المناهج وحديثه المتكرر عن ضرورة تطويرها فنحن نصدر الأدمغة الى دول المنطقة لكي تجري التحديث فيها، ونبقي على القديم عندنا فإذا بقينا في هذا المستوى التعليمي وهذه المناهج لن نتمكن من المنافسة".
وأوضح "أن مشاريع كثيرة طرحت لتطوير التعليم الخاص الذي يعاني من مشاكل على صعيد التوازن في الإنتشار فهو مكتظ في بعض المناطق وشبه غائب في مناطق أخرى، وعدم المساواة على صعيد المواصفات من البناء الى التجهيزات الى الجهاز والمستوى التعليمي".
وتابع: "لقد طرحت فكرة تطوير التعليم الخاص لناحية الشروط التي يجب أن تتوفر في المستقبل لإنشاء مدرسة خاصة كأن لا تقل المساحة المخصصة لها عن خمسة آلاف متر، كي نضمن توفر المساحات الخضراء لمواكبة التطور اللاحق بالجامعات كما هو الحال في جامعة AUL؛ كذلك طرحت فكرة أن يكون من يتولى إدارة المدرسة متخصصا في إدارة المدارس، إذ ليس مقبولا أن يكون مدير المدرسة حائزا على إجازة في وقت يحوز الأساتذة العاملين تحت إدارته شهادات تتفوق على شهاداته".
وخلص الى "أن التعليم الخاص هو الأساس في هذا البلد، ومن خبرتي فإن كل مشروع يقيمه التعليم الخاص، الدولة والوزارة تتبعانه، حيث أن الدولة كانت غائبة عن المؤتمرات والتعليم الخاص كان المبادر في هذا المجال. وفيما لو استقال التعليم الخاص من دوره الريادي، فلن يكمل التعليم الذي يطير بجناحيه الرسمي والخاص. فعلينا أن نتعاون وإن كانت تنقصنا الأفكار لتطويره مواكبة للعصر فلن نصل الى أي مكان".
وشدد على "أن التعليم الخاص يحتاج الى عملية توجيه نحو الإختصاصات التي يطلبها سوق العمل إذ إن طلابا كثيرين يبلغون مرحلة الثانوي من دون معرفة ماهية الإختصاص الذي يمكن أن ينالوه".
وتابع: "كما أن الجامعات تتبع سياسة الأبواب المفتوحة لكي تجتذب الطلاب إليها بعرضها الإختصاصات التي توفرها، ووهذه هي الخطوة الواجب زيادة تفعيلها لكي نبلغ التعليم الجامعي السليم".
ودعا التعليم العالي وفي مقدمه "الجامعة التي تستضيفنا اليوم لكي توفر إختصاصات جديدة من أجل تلبية إحتياجات السوق وخلق فرص العمل، بالخروج من الإختصاصات المتعارف عليها والتي تتخم البلد. وهذا يقتضي التعاون بين جامعات ومدارس التعليم الخاص للانتقال الى مرحلة جديدة ننافس فيها الدول المحيطة بنا".
عازار
وتطرق الأب عازار في مداخلته الى هوية المدرسة الكاثوليكية وتحدياتها، وقال: "مناسبتان دفعتاني لاختيار عنوان مداخلتي، الأولى هي مرور خمسين عاما على وثيقة أصدرها المجمع الفاتيكاني الثاني العام 1965 بعنوان بيان في التربية المسيحية. واحتفاء بهذه المناسبة كان لنا في روما منذ حوالى الشهرين مؤتمران، نظم واحدا منها المجمع المقدس للتربية والآخر المكتب الدولي للتعليم الكاثوليكي، وقد حمل هذان المؤتمران، والمؤتمر الخاص بالجامعات المتزامن معهما عنوان "التربية اليوم وغدا شغف يتجدد".
أضاف: "إختتم هذه المؤتمرات قداسة البابا فرنسيس وهذا يدل على أن التربية والتعليم هما هم الكنيسة".
وأشار الى "أن المناسبة الثانية هي ما نراه اليوم من تحديات كثيرة تطال التعليم الخاص بعامة والمدرسة الكاثوليكية تحديدا، بحيث أن البعض ينسى الدور التربوي والتعليمي ليلهي الرأي العام بقضايا جانبية تتقاسمها السياسة والأيديولوجيات والمشاكل الإقتصادية والإجتماعية والمصالح الشخصية وغيرها".
وأردف : "المدرسة الكاثوليكية هي إبنة الكنيسة والكنيسة تحمل اليوم الى العالم كله التزام الرسل بوصية السيد له المجد: "إذهبوا وعلموا جميع الأمم". وهكذا انطلقت المدارس الكاثوليكية رسولة للمبادئ والقيم الإنجيلية التي جسدتها الكنيسة في مؤسساتها وبخاصة في المؤسسات التعليمية".
أضاف: "من هذا المنطلق تشدد الكنيسة على حق كل إنسان بالتربية ليبلغ الى المعرفة الشاملة والمتنوعة التي تتماشى مع التقدم العلمي والتقني من خلال تربيته على نظرة مسيحية للإنسان والعالم، وعلى الحياة الجماعية المبنية على الحياة المشتركة والإهتمام بالخير العام واحترام التعددية الثقافية والإجتماعية والدينية والتنشئة على احترام حقوق الإنسان، هكذا حددت شرعة التربية والتعليم في المدارس الكاثوليكية دور المدرسة والهدف من التربية، وهذا ما دعا إليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني المؤسسات التربوية لتقدم أوسع وأعمق ما يمكن من معرفة وتربية متطلبة ومثابرة على الحرية الإنسانية الحقة".
واختصر النصوص التي تحدد هوية المدرسة الكاثوليكية بالآتي: "إنها مدرسة مسيحية، كاثوليكية، إنسانية وطنية تقدم تعليما نوعيا وتخدم جميع الناس، وتحترم التعددية والتنوع وتعزز الانفتاح على الآخر وعلى كل جديد، وتنشئ على الإيمان الأصيل لا على التعصب والتزمت والأصولية، وتعطي الأجيال الطالعة حوافز للحياة والرجاء كما تقول الوثيقة المجمعية فرح ورجاء".
وقال: "في ختام المؤتمر الذي عقدناه في روما قال لنا البابا فرنسيس: لا نستطيع أن نتكلم عن تربية كاثوليكية دون أن نتكلم عن الإنسانية، وعن تشجيع الشبيبة لكي يلتزموا القيم الإنسانية، فالتربية ليست انتقائية نخبوية؛ إن الإنتقائية هي حقيقة عالمية مخجلة تسبب التباعد. إذهبوا الى الضواحي، فتشوا عن الفقراء". وقال: "التربية ليست مهنة، إنها موقف، إنها حالة وجود".
ثم، تطرق الى التحديات التي وردت في وثيقة العمل الإعدادية لمؤتمر روما، فأشار الى "أنه الى جانب تحدي الهوية هناك أيضا السعي لخلق أسرة تربية متعاونة ومتفاعلة تصغي وتحاور، والتربية المتكاملة للمتعلم والمتعلمة روحيا ونفسيا وإنسانيا واجتماعيا، وأمام هذه المتطلبات هناك الحاجة الى دعم المؤسسة التربوية لكي تستطيع أن تدخل التكنولوجيا في التعليم وتبتعد عن المظاهر السطحية من أجل الشهادة للقيم والقناعة بأن التربية هي رسالة أكثر مما هي مهنة".
أضاف: "مما يجب الإشارة إليه هو أن التربية الدينية أصبحت إما مرتكزة على الأصولية وإما مهملة بسبب اللامبالاة والأنانية والإهمال والأيديولوجيات"، موردا توصية مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان العام 1978: عندما يختار الأعلون مدرسة كاثوليكية لتعليم أولادهم، يفترض فيهم، أيا كانت انتماءاتهم الدينية، إنهم يطلبون عن رضى تام بأن يتربى أولادهم على روح التدين والخلق الرفيع في الحياة، ويرتضون مسبقا بأن تنمي فيهم هذه التربية أسمى القيم الإنسانية".
وعن التحديات في واقعنا اللبناني، قال: "صحيح أن مدارسنا الكاثوليكية هي الأكثر انتشارا في كل لبنان ولكنها تمثل ثلث المدارس الخاصة وخمس المدارس في لبنان. وعندما يتحدث البعض بالسلبية يوجه السهام إلينا، مع أننا وبكل تواضع، منظمون ونتائجنا مميزة، ومواكبون للتطور، ومنفتحون على الجميع، وملتزمون الأنظمة والقوانين في تسديد ما يتوجب علينا من رواتب وأجور وضرائب، وفي تحديد القسط المدرسي قانونا وشرعا وإنسانية".
وعن تحدي العيش المشترك، قال: "قلت إن مدارسنا منتشرة في كل لبنان، مهنية كانت أم مجانية أم غير مجانية، ونفخر بأن التلامذة غير المسيحيين هم إخوة لنا وأخوات ونحن نعاملهم كالتلامذة المسيحيين". وتابع: "نحن نربي اليوم على احترام الإنسان أيا كان، ولكن تلامذتنا يرون أن تربيتنا شيء والواقع شيء آخر".
أما عن تحدي السياسيين والإعلام، فاعتبر "أن مدارسنا تربي على القيم وبعض سياسيينا وبعض وسائل إعلامنا ينشر الغسيل وعلى عينك يا تاجر"، منتقدا "الإصرار على التراشق بالإتهامات وتشديد بعض إعلاميينا على كل ما هو سيء، وعلى تقديم برامج خالية من الحشمة ومن الروح الإنسانية واحترام مشاعر الغير، باسم الحرية".
وعن تحدي الدولة، أردف: "نشعر أحيانا بأن الدولة لا تنظر إلينا بعين الرضى، وبالتالي لا تعطي التعليم الخاص، وتحديدا المدارس الكاثوليكية، الإهتمام الذي يمكنها من مواصلة الرسالة والقيام بالدور المطلوب".
وقال: "يعتقد البعض أننا ضد المدرسة الرسمية، لا وملايين المرات لا، والدليل في آخر توصية لمجلس البطاركة، كانت هناك مناشدة قدمتها اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، بضرورة تعزيز التعليم الرسمي والمهني والتقني".
وتساءل عن "حجب الدولة عنا الإفادة من مساعدات تصلها من هنا وهناك، وعدم إشراك المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات في القطاع الخاص بالدورات التي تنظمها في لبنان وخارجه، والتلكؤ في إقرار الدولة البطاقة التربوية أو الضمان التربوي وكأن تلامذة المدارس الخاصة ليسوا من أبنائها وبناتها، وموافقة الدولة على إفادة المعلمين بالقطاع العام بسلفة على غلاء المعيشة وعدم تشريع هذا الأمر حتى تاريخه ليستفيد منه المعلمون في القطاع الخاص، وعن سبب تأخر الدولة بتسديد المساهمات للمدارس المجانية مخالفة بذلك المراسيم".
وسأل: "لماذا تشعرنا الدولة أن حرية التعليم مهددة مع أنها مكفولة بالدستور؟"، مؤكدا "نحن لا نريد أن نأخذ محل الدولة، نحن المدماك الأساس فيها ونريد أن نكون أبناء لها وبنات".
بعد ذلك، قدمت درعا تكريمية باسم رئيس الجامعة عدنان حمزة لكل من عازار والأشقر وجمعت المنتدين مائدة عشاء من تحضير وتقديم طلاب قسم إدارة الفنادق والسياحة في الجامعة تحت إشراف الشيف ريشار خوري وحضوره.
وطنية -