fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
لكل مجتمع تقاليده ومفاهيمه الخاصة سواء كان عربيا أو غربيا يسعى للتعريف بها كلما أتيحت له الفرصة خاصة مع توافد أشخاص جدد من مجتمعات مختلفة قد يسبب اختلاف العادات لديهم بعض المشاكل.
وسعت السلطات الألمانية مؤخرا إلى تلقين الوافدين الجدد من لاجئين مختلفي الجنسيات عدة مفاهيم أهمها مفهوم "الشرف" وتثقيفهم جنسيا في خطوة تسعى من ورائها إلى تسهيل اندماجهم في المجتمع الغربي.
وقد تم إنشاء موقع إلكتروني ألماني من قبل المركز الاتحادي الألماني للتثقيف الجنسي خصصت بعض أقسامه لشرح المفاهيم المختلفة بين المجتمع الألماني والمجتمعات الأخرى، مثل مفهوم "الشرف"، إضافة إلى أقسام تثقف اللاجئين جنسيا من خلال نصائح ورسوم توضيحية.
و"الشرف" كما يراه المجتمع الألماني هو أن تكون ذات قيمة لنفسك ولبيئتك، حيث أن "بعض الأشخاص يتشرفون بأنفسهم بينما يتشرف البعض الآخر بعائلاتهم" كما ذكر في موقع "زانزو" الإلكتروني.
كما أنه يعني أن يعيش الفرد في المجتمع الألماني بطريقة مشرفة لنفسه، لكن لدى أفراد آخرين فيكون "الشرف" أمرا تقره عائلاتهم أو مجتمعهم، لأن كل شخص يمثل عائلته، وسلوكه يؤثر على كل الأفراد.
ويخدم الموقع أكثر من مليون لاجئ، كما يهدف إلى تعليم السكان الجدد ثقافة البلد المضيف، وتقديم معلومات تثقيفية عن العلاقات الجنسية والحمل والإنجاب والإجهاض والحقوق والقوانين الخاصة بألمانيا والجهات التي يمكن الاتصال بها في حال التعرض لأي انتهاك، بالإضافة إلى ترجمة للمفردات الألمانية.
ويقدم معلوماته بـ13 لغة من بينها الإنجليزية والعربية والتركية والفارسية والروسية والرومانية إضافة إلى الألمانية، مستندا على صور شارحة مع معلومات مكتوبة حتى يسهل فهمها من طرف المستخدمين.
الكثير من الأسئلة مثل كيف يتم إنجاب الأطفال وكيفية استخدام الواقي الذكري، ومعرفة المزيد عن مرض الإيدز.. تتم الإجابة عليها في الدول الغربية في المدرسة عبر حصص خاصة بالتوعية الجنسية أو بالاستناد إلى الأبوين.
لكن الوضع في الدول العربية والإفريقية على العكس تماما، حيث أن الإجابة كثيرا ما تبقى لغزا لانعدام الثقافة الجنسية بهذه المجتمعات التقليدية الإسلامية المحافظة عموما.
ولعل هذا السبب الرئيسي الذي دفع المركز الاتحادي الألماني للتثقيف الصحي يتخذ هذه الخطوة الإيجابية خاصة أن اللاجئين الذين وصلوا مؤخرا إلى ألمانيا معظمهم من هذه الدول.
ويحصل اللاجئون مباشرة على كلمة دخول سرية تسمح لهم بالوصول إلى الموقع المقسم إلى 6 أقسام، تتضمن معلومات عن الجسم وتنظيم الأسرة والحمل والعدوى والنشاطات الجنسية والعلاقات والمشاعر والحقوق والقوانين.
كذلك تم طرح قواعد وقوانين المجتمع بخصوص خدش شرف العائلة، نظرا لوجود علاقة قبل الزواج أو الهروب أو رفض الزواج المنظم، حيث تستخدم حينها العائلات نفوذها أو عنفها لإنقاذ أو استرجاع شرف العائلة، وهذا ما يسمى العنف بدافع الشرف.
وحرص مطورو الموقع على مراعاة الحساسيات الدينية والثقافية لزواره الأمر الذي دفع الهيئة المشرفة على المشروع إلى الاعتماد على أشخاص من ثقافات مختلفة، على أمل أن يتمكن هذا الموقع من الانطلاق في الدول العربية قريبا.
وسبق لألمانيا أن عانت من أزمة التحرش الجنسي بنسائها من قبل لاجئين عرب ومهاجرين أفارقة وذلك في احتفال رأس السنه مطلع 2016 بمدينة كولونيا، إذ تم التحرش بما يزيد عن 90 سيدة وسط المدينة.
المصدر: وكالات