"غدي نيوز"
تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر مبادرة على مستوى العالم للحفاظ على طائر الحباري، حيث توسع برنامج الحفاظ على هذا الطائر المهدد بالانقراض من الاحتفاظ بمجموعة صغيرة من طيور الحباري في حديقة حيوان العين قبل ثلاثين عاماً إلى أحد أكبر مبادرات الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض عالميا.
ومنذ أن بدأ الصندوق الدولي للحفاظ على الحباري تطبيق استراتيجيته تم إكثار حوالي 90 ألف طائر من الحباري الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا وقد شهد عام 2011 وحده إنتاج أكثر من 20 ألف فرخ حبارى آسيوية وأفريقية.
كما حقق الصندوق رقماً قياسياً بإطلاق 50 ألفاً من الحباري الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا منذ بداية البرنامج في عام 1998.
ويقوم برنامج الحفاظ على الحباري على ركائز ثلاث وضعها الشيخ زايد والمتمثلة في الحفاظ على النوع من خلال إكثار الحباري في الأسر ومن ثم إطلاقها إلى بيئتها الطبيعية، فيما تتمثل الركيزة الثانية في التنمية البشرية والتي تعنى بتعزيز الشراكات الدولية لتعزيز الوعي بأهمية حماية التوازن البيئي والثالثة في توفير المنافع الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المشاركة في برامج الحفاظ على الحباري. وأكدت الدراسات الميدانية التي أعدها الصندوق الدولي للحفاظ على الحباري استمرارية تكاثر الحباري الآسيوية في البرية المستوطنة من جديد على أرض دولة الإمارات وهي خطوة بالغة الأهمية على المدى الطويل لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي يسعى إليه الصندوق وهو استعادة الأعداد المستدامة لمجموعات الحباري البرية الآسيوية المهاجرة والمستوطنة في الدولة.
وأظهرت الدراسة ان 53 بالمئة من الحباري الآسيوية المتكاثرة في الأسر بقيت على قيد الحياة بعد عامها الأول في دولة الإمارات. ووفقاً للتقرير السنوي 2011 الذي أعده الصندوق لأول مرة فإن عودة مجموعات من الحباري إلى بيئتها الطبيعية في الدولة هو مثال ناجح على استمرارية أحد المكونات الأصيلة التي اقترنت بتاريخ الإمارات واستمرت بسبب رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في حماية طائر الحباري والحفاظ عليه كجزء من التراث الوطني.
وشهد العام الماضي إطلاق اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على مشروع توطين الحباري في أراضي الدولة والذي يضمن حماية الحباري والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
إكثار الحباري في الأسر
وسجل العام الماضي إطلاق ألف و350 حبارى آسيوية في عشرة مواقع ضمن إمارة أبوظبي وحدها، كما سجل إكثار أكبر عدد من الحباري في الأسر حتى تاريخه، حيث انتجت مراكز الإكثار التابعة للصندوق ما مجموعة 20 ألفاً و475 طائر حبارى آسيوية وشمال أفريقية وسجل إطلاق 13 ألفاً و400 حبارى إلى البرية وهو الرقم الأعلى في عام واحد.
وأشار التقرير السنوي إلى ان عام 2011 كان حافلاً بالفعاليات بالنسبة للصندوق إذا شارك في شهر سبتمبر الماضي في معرض أبوظبي للصيد والفروسية، كما شارك في شهر ديسمبر في المهرجان الدولي للصقارة، حيث قدم عرضاً مصوراً لتاريخ مبادرات الحفاظ على الحباري في الدولة، وقدم موظفو الصندوق خلال المهرجان عدة محاضرات أمام الوفود المشاركة للحبارى في مختلف دول الانتشار.
وأضاف عام 2011 مركزين جديدين يتم العمل على إنجازهما لزيادة أعداد الحباري التي يتم إكثارها في الأسر وإطلاقها في بيئتها الطبيعية وقد تم بناء هذين المركزين في منطقة سيح السلم في أبوظبي بينما يتم بناء المركز الثاني في منطقة شايان في كازاخستان وسيتم إطلاق اسم مركز الشيخ خليفة لإكثار الحباري على كل منهما.
وسيطلق الصندوق موقعه الالكتروني على شبكة الانترنت العام الجاري ليكون منصة إضافية تدعم قضية طائر الحباري المهدد. وأوضح التقرير ان اتساع النطاق الجغرافي لمنطقة انتشار الحباري من المملكة المغربية غرباً إلى جمهورية منغوليا شرقاً يحفز دولة الإمارات لحشد أطر عمل دولية للمحافظة على الحباري في مختلف دول الانتشار، حيث ان هذا التوجه العالمي تعززه أنماط هجرة الحباري التي لا تعترف بحدود الدول أو أقاليم جغرافية منفصلة.
ويدير الصندوق مراكز الإكثار في 3 دول ضمن نطاق انتشار الحباري، فبالإضافة إلى مركزه في أبوظبي ويدير الصندوق مراكز في المملكة المغربية وجمهورية كازاخستان.
ومع توسع مبادرات الصندوق خلال عام 2011 أثبتت النتائج أن برامج الإكثار في الأسر وإطلاق الحباري تسهم باستمرار وبنجاح في استعادة الأعداد المستدامة للحبارى الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا إلى بيئتها الطبيعية في البرية.
وترافقت زيادة أعداد الحباري التي تم إكثارها في الأسر مع زيادة الأعداد التي يتم إطلاقها إلى البرية ومن مجموع 90 ألف طائر أنتجها الصندوق من بداية الإكثار في عام 1996 تم إطلاق أكثر من 57 ألف طائر إلى البرية ومن جيل الـ 2010 تم إطلاق 13 ألفاً و400 حبارى في العام 2012 مما يعني ان رقم الإطلاق قد تعدى الـ 50 ألف حبارى وهو رقم الإطلاق الذي كان متوقعاً الوصول إليه.