fiogf49gjkf0d
''غدي نيوز''
لسوء الحظّ ليس كلّ ما تستهلكونه طبيعياً 100 في المئة، وهنا بالتأكيد لا نتحدّث عن المأكولات المصنّعة، كالهوت دوغ والسلامي، إنّما تحديداً عن نظيراتها التي يُعتقَد أنّها طبيعية، كالعسل، ولكنّها في الواقع قد تكون مزيّفة كلّياً. كيف يمكن التأكّد من أنّ العسل الذي تشترونه أصليّ؟على غرار الشوكولا، يحظى العسل بشعبيّة كبيرة بسبب لونه المُغري ونكهته اللذيذة، حتّى إنّ خبَراء التغذية ينصحون بتناول القليل منه كبديل للسكّر الأبيض.
غير أنّ هذه الأمور ليست وحدها التي تجعل العسل مادةً غذائية مهمّة، إنّما الفضل الكبير يرجع إلى قدراته الصحّية الجبّارة التي أدهشَت العلماء على مرّ السنين، أهمّها:
- يحتوي العسل مضادات الأكسدة من عائلة الفلافونويد التي تساعد على خفض أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
- أظهرَت الدراسات أنّ العسل قد يساهم في علاج بعض الاضطرابات كالتهاب المعدة والأمعاء.
- يملك العسل قدرةً كبيرة على محاربة البكتيريا والفطريات.
- إستعان الرياضيون الأولمبيون القدماء بالعسل والتين المجفّف لتعزيز أدائهم. ومن خلال الأبحاث الحديثة تبيّن أنّ هذه المادة الذهبية تتفوّق على المُحلّيات الأخرى عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على مستويات الغليكوجين وتحسين مدّة الانتعاش.
- يساعد العسل على تخفيف السعال. ففي دراسة شملت 110 أولاد، تبيّن أنّ جرعة واحدة من العسل كانت فعّالة بقدر تناولِ جرعة واحدة من عقار «Dextromethorphan» في تهدئة السعال الليلي والسماح بالحصول على نوم سليم.
- استُخدم العسل في الطبّ الهندي القديم لِما لا يقلّ عن 4000 عام، للمساعدة على تحسين البصر، وخسارة الوزن، وعلاج العجز الجنسي وسرعة القذف، واضطرابات المسالك البولية، والإسهال، والغثيان.
- على رغم أنّ العسل يحتوي السكّريات البسيطة، إلّا أنه يختلف عن السكّر الأبيض أو المُحلّيات الصناعية. في الواقع إنّ مزيج الفروكتوز والغلوكوز الموجود فيه يساعد الجسم على تنظيم مستويات السكّر في الدم. بعض أنواع العسل يملك مؤشّر نسبة السكّر في الدم منخفض، فلا يؤثّر سلبياً في معدل السكّر في الدم. لكن بالتأكيد يجب تناوله باعتدال، لأنّ المبالغة في أيّ طعام تضرّ أكثر ممّا تنفع.
- ثبُت أنّ التطبيق الخارجي للعسل يساهم بطريقة فعّالة في التئام الجروح والحروق.
- خصائص العسل المضادة للبكتيريا هي مهمّة تحديداً للبشرة، وعند استخدامه مع مكوّنات أخرى يستطيع أن يعمل بمثابة مرطّب مغَذٍّ جداً.
لكن أين تقع المشكلة الكبيرة؟ كلّ هذه الفوائد المذكورة تبطل نهائياً إذا كان العسل الذي تشترونه مزيّفاً، حيث يُمزج عادةً بمركّبات تشمل الدبس، وشراب السكّر (Sugar Syrup)، والدقيق، والنشا. إستناداً إلى تقرير أعدّه الخبراء، تبيّنَ أنّ أكثر من 75 في المئة من العسل في الولايات المتحدة مغشوش.
في الواقع، إنكم بذلك لا تهدرون المال فقط على شيء لا تحصلون عليه في النهاية، إنّما أيضاً تعرّضون صحّتكم للخطر، بعدما تبيّنَ أنّ العسل المزيّف قد يكون أحياناً ملوَّثاً بمضادات حيوية غير شرعية ومعادن ثقيلة.
كيف يمكن إذاً رصدُ العسل المغشوش؟ هناك أساليب عديدة يمكن الاستعانة بها لمعرفة مدى نقاوة العسل الموجود في منزلكم، أبرزُها:
- إختبار الإبهام: يتطلّب سكب القليل من العسل على إبهام اليد والانتباه جيّداً إلى ما سيحصل. إذا التصَق على الإصبع يعني أنّه حقيقيّ، أمّا المزيّف فسَينزلق سريعاً.
- إختبار المياه: يمكن فحص العسل من خلال استخدام كوب مياه. المطلوب إضافة ملعقة كبيرة من العسل إلى المياه ومراقبة النتيجة. إذا غاصَ إلى الأسفل يعني أنّ جودته عالية، أمّا إذا أُذيب فهو مغشوش.
- إختبار النار: العسل الحقيقي يكون أيضاً قابل للاشتعال. لمعرفة ذلك، يجب غمسُ كبريت جاف في العسل ثمّ محاولة إضاءته. إذا كان مزيّفاً فإنه لن يشتعل بسبب كمّية الرطوبة فيه.
يبقى أخيراً أن تحرَصوا على شراء العسل مباشرةً من مزارع تربية النحل بدلاً من المتاجر، للحصول على أفضل فوائد غذائية وصحّية.