"غدي نيوز"

 

 

قد يكون البعض شعر بالملل من كثرة الحديث عن ازمة التفاح في لبنان، ومرد ذلك الى ان اللبناني عادة "ينجلق" بالمواضيع المطروحة، فيستحضرها في كل حديث ومناسبة، مناسبة او غير مناسبة، بعدما تصبح "ع الموضة"، وحديث الساعة.

 

وزاد على ذلك المساحة الواسعة التي تمنحها وسائل التواصل الاجتماعي، ليتحدث اي كان، بأي شيء وعن اي شيء، بعمق او بسطحية، بايجابية ام بسلبية.

 

لكن واقع الحال، ان ازمة التفاح فتحت الباب على مسألة نعاني منها في لبنان، من غيابها وتداعياتها، وهي الرؤية والتخطيط. فزراعة التفاح ليست اختراعا جديدا دخل على الزراعة اللبنانية واسواقها، بل انوجد بفعالية "كمهنة" يعتاش منها الالاف منذ اكثر من ٦٠ عاما".

 

منها اعتاشت عائلات، وتعلم اولادها وتخرجوا، وبنوا مستقبلهم، من عرق الجبين. ومن خلالها ايضا، تثبت الناس في ارضهم، ولم يتركوها بورا، او باعوها للغير.

 

وبالتالي، يفترض بالدولة، بوزاراتها واداراتها المعنية ان تكون صاحبة رؤية وحل، عاما بعد عام، فلا تتفاجأ بما امامها، ويتحول بفعل غياب التخطيط الى مشكلة تتضخم مع الوقت، وتحتاج الى جهود مضاعفة لحلها.

 

صحيح ان الحكومة استلحقت حالها، وان لعبرة تبقى بحسن التنفيذ والالتزام بالوقت المحدد حتى لا تزيد اضرار المزارعين اضرارا بفعل التأخير، لكن الاصح ان تضع الحكومة ووزاراتها المعنية منذ اليوم خطة مسبقة لتصريف انتاج العام المقبل، حتى ان لا تقع في الخطأ مجددا...فلعل التكرار....يعلمها.

 

كبريال مراد,