شاطىء لبنان يئنُّ من التلوث!

Ghadi news

Wednesday, May 31, 2017

شاطىء لبنان يئنُّ من التلوث!

أين يسبح اللبنانيون؟ سؤال تردد كثيرا في الآونة الأخيرة، دون أن يحظى ولو بإجابة واحدة، واضحة وشافية، فيما الدولة غائبة وعاجزة، ولا يمكن للعهد الجديد أن يُلمَّ دفعة واحدة بتركة الإهمال والفوضى وعمرها ينوف على الخمس عشرة سنة، خصوصا وأن قضايا لبنان البيئية عالقة ومتراكمة ولا يمكن تجاوزها بين ليلة وضحاها، ولا سيما منها أزمة النفايات التي لم تنتهِ فصولا بعد، والمتوقع أن تطل برأسها من جديد في ظل فوضى التلزيمات والخطة التي أقرتها الحكومة السابقة، وأقل ما يمكن أن يقال عنها أنها خطة "غير بيئية" لقضية بيئية وصحية بامتياز.

نعرف أن شواطئنا بمعظمها ملوثة بمياه الصرف الصحي، ونعرف أنها تتعرض لانتهاكات صارخة تزيد من تلوثها، إلا ان الحلقة الأخطر الآن تبقى متمثلة، وعلى نحو خطير، بمكبي الوكستابرافا وبرج حمود – الجديدة، وللوقوف على واقع الحال، يكفي أن نرى غلة الصيادين أكواما من النفايات متجمعة في شباك الصيد، وهذا المشهد تكرر أكثر من مرة في الكوستابررافا وبرج حمود، وفي الجديدة مؤخرا، وهذا يعني أن مناطق التلوث باتت تشمل مناطق يعول أبناؤها على السياحية الصيفية الشاطئية، فالنفايات تأخذها التيارات مسافات بعيدة في البحر، جنوبا باتجاه الناعمة وصيدا، وشمالا باتجاه بيروت وساحل المتن.

ما أثار انتباهنا في هذا السياق، أن الجامعة الاميركية في بيروت أوصت طلابها واساتذتها عدم السباحة عند شاطئ الجامعة الواقع في منطقة عين المريسة، والمفترض أن يكون الأكثر تضررا من مكب الكوستابرافا، وتجري الجامعة أسبوعياً فحوصاً ميكروبيولوجية للمياه عند شاطئ الجامعة، وجاءت هذه التوصية بالاستناد إلى نتائج الفحوصات، لكن ما يثير الشكوك أن الجامعة عادت وأشارت إلى أن المياه آمنة، ولا نعلم ما إذا تعرضت لضغوط من جهة معينة!

إن جولة سريعة على الشاطىء اللبناني تظهر بالعين المجردة حجم التلوث، إن لجهة النفايات العائمة في بعض المواقع، وإن لجهة الرائحة الكريهة التي تزكم أنوف المارة، خصوصا في خلدة والشويفات والأوزاعي وبرج حمود.

فهل من إجراءات سريعة للمعالجة؟ وهل من تدابير رادعة لمتعهدي ردم البحر في برج حمود والكوستابرافا لصالح مطامر صحية، قيل لنا أنها لن تستقبل إلا العودام، فيما بدا أنها ليست أكثر من مزابل تلقي نفاياتها في البحر؟

 

فادي غانم رئيس "جمعية غدي"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن