"غدي نيوز"
يحتفل لبنان اليوم في 5 حزيران بيوم البيئة العالمي وللغاية زار وزير البيئة طارق الخطيب محمية بنتاعل الطبيعية وعبّر عن دعمه للمحميات الطبيعية في لبنان التي تُبرِز الوجه الجميل للبنان والتي تحتوي على تنوع بيولوجي غني جداً يتمثل في حوالي 370 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة وما يزيد عن 2000 نوع من النباتات والأزهار البرية والكثير من هذه النباتات يتفرّد بها لبنان والبعض منها طبية وعطرية ومأكولة اضافة إلى حوالي ثلاثين نوعاً من الثدييات نذكر منها الذئب والضبع والهر البري والنيص والسنجاب. كما تحتوي هذه المحميات لبنان على معظم غابات الأرز المتبقية في لبنان.
وكان وزير البيئة أطلق يوم البيئة العالمي 2017 تحت شعار "أنا مع الطبيعة"، من محمية غابة أرز تنورين الطبيعية، خلال احتفال وجولة نظمتهما وزارة البيئة بالتعاون مع بلدية تنورين ولجنة محمية غابة أرز تنورين الطبيعية في المحمية، في حضور ومشاركة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل وزير الاعلام ملحم الرياشي الدكتور جان كلود صعب، ممثل النائب بطرس حرب شقيقه كمال، ممثل النائب سامر سعاده المحامي باز جرجس، قائمقام البترون روجيه طوبيا، منسق عام "تيار المستقبل" في جبيل والبترون جورج بكاسيني، رئيس مجلس ادارة مستشفى تنورين الدكتور وليد حرب، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، رئيس بلدية تنورين المهندس بهاء حرب والاعضاء، رؤساء بلديات، مخاتير تنورين، رئيس لجنة المحمية المحامي نعمه حرب والاعضاء، ممثلين عن الجيش والمؤسسات الامنية والعسكرية، إضافة الى عدد من رؤساء وممثلي لجان المحميات من جزر النخيل وصولا الى الشوف وإهدن وغيرها، وخبراء بيئيين وحشد من أبناء تنورين والجوار.
رئيس لجنة المحمية
بعد النشيد الوطني وترحيب من بسام طربية، ألقى نعمة حرب كلمة شكر فيها وزير البيئة على رعايته الإحتفال، وقال: "أن يختار وزير البيئة المحامي طارق الخطيب هذه المحمية لإطلاق هذا الحدث النوعي تحت شعار أنا مع الطبيعة، فهذه مبادرة طيبة تركت في نفوسنا الأثر الطيب وحافزا ومكافأة لمن عمل من الناشطين في المجتمع المحلي في تنورين ولفرق عمل وزارة البيئة والزراعة والوزارات المختصة وللجان المحمية المتعاقبة لنجاحها في إستعادة الغابة من الموت الى الحياة".
بدوره القى رئيس البلدية بهاء حرب كلمة قال فيها: "بكل فخر وإعتزاز تستقبلكم تنورين ويرقص أرزها فرحا وحضورا بإعلان معاليكم اليوم العالمي للبيئة من أرض محمية تنورين، من طبيعة نابضة بالحياة سقاها أهلنا بالعرق والدم والدموع لكي ينعم نظرنا باللون الأخضر، بسيل من ورق الشجر، ومن العشب الناتئ من الصخر. فشكرا من القلب يا معالي الوزير على هذه الإلتفاتة الكريمة نثمنها غاليا وسنحفظها في تاريخ بلدتنا ذكرى طيبة ليوم عالمي مجيد".
أما وزير البيئة فأكد أن "سلامة المجتمعات تأتي نتيجة سلامة مواردها الطبيعية، وعلى المواطنين إكتشاف الحياة البرية والمحافظة عليها وممارسة مختلف نشاطات السياحة البيئية"، وقال: "في أحضان الطبيعية، ومن محمية غابة أرز تنورين الطبيعية، المتوجة بأرزنا الخالد، يطيب لنا الإحتفال بيوم البيئة العالمي، الذي تحتفل به جميع الدول وشعاره لهذه السنة: أنا مع الطبيعة. إن هذا الإحتفال هو مناسبة لإثبات أن لبنان بتضامن أبنائه يؤكد وجوده البارز كوطن للجمال الطبيعي ومتحف خالد للتاريخ وصرح للثقافة والحضارة. فالطبيعة الجميلة من أهم مقومات التراث اللبناني والإرث الذي تغنى به أجدادنا والذي نجهد اليوم لنحافظ عليه حتى لا يخسره أجيالنا. والإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة ويعتمد إعتمادا وثيقا على مواردها، لذلك، إن إختيارنا للإحتفال بهذه المناسبة في هذا البقعة الخضراء المميزة يخلق تحديا يحثنا للتعرف أكثر على هذه الكنوز الطبيعية واختبار العلاقة الحيوية بين الإنسان والطبيعة. وما إنشاء المحميات والمواقع الطبيعية لحماية ما تبقى من شواهد حية على إرثنا الطبيعي إلا أحد الوسائل الوقائية التي تتبعها وزارة البيئة للمحافظة على الموارد الطبيعية وإستدامتها، وكانت ثمرة هذه الجهود إنشاء 14 محمية طبيعية تسهم في تأمين إستمرارية المياه والغطاء النباتي والوجود الحيواني، كما تتيح إمكانية البحوث والرصد ومتابعة التنوع البيولوجي وتحقيق أعلى فائدة منه، ووضع أسس للتعليم البيئي وصناعة السياحة وإتاحة الفرص للترفيه".
أضاف: "إذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء وتحديدا إلى العام 1998، عندما لم يتبق للبيئة الطبيعية في لبنان إلا القليل من المواقع التي لم تطلها التعديات والضغوطات من أشكال التمدن والتطور العمراني العشوائي، والرعي الجائر، والقطع، والحشرات، قام مجتمع تنورين المحلي بالمطالبة بحماية غابته من عوامل التدهور والآفات التي تفتك بها، وتضافرت الجهود وتمحور الإهتمام نحو تحقيق حماية هذا الموقع الذي أعلن محمية طبيعية بموجب قانون في شباط 1999 بهدف المحافظة على نظامه الإيكولوجي وإدارته وصيانته بشكل مستدام. وإستطاعت وزارة البيئة إنقاذ غابة أرز تنورين- حدث الجبة من آفة تفتك بها وهي حشرة السيفالسيا التي كادت تطيح بأكبر تجمع لغابات الأرز في لبنان من خلال تنفيذ مشروع هدف الى تحسين إدارة تنوع غابات الأرز وحمايتها من الآفات الخطرة عبر وضع خطة للإدارة المتكاملة للغابات، إلا أن هذا العمل المميز لإنقاذ الغابة لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود والارادة والمساندة من قبل القطاع العام لا سيما وزارة الزراعة، وزارة الدفاع الوطني، وزارة المالية، والمجتمع الدولي من خلال دعم مرفق البيئة العالمي برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الجامعة الأميركية في بيروت، بلدية تنورين والبلديات المجاورة، لجنة محمية غابة أرز تنورين الطبيعية والمجتمع المحلي، إذ شكل المشروع نموذجا للتعاون بين كل هذه الجهات، كما شكلت البحوث والأنشطة التي أقيمت حول هذه الحشرة في لبنان مرجعا على صعيد غابات الأرز المهمة عالميا في باقي بلدان حوض المتوسط لمجابهة حالات مشابهة وأزمات مستقبلية في إدارة التنوع البيولوجي فيها".
ودعا المواطنين إلى "إكتشاف الحياة البرية في لبنان والمحافظة عليها وممارسة مختلف نشاطات السياحة البيئية، آملين أن نتعاون يدا بيد للوصول الى حماية الكنز الحيوي الذي يملكه لبنان وهو طبيعته، كما والحفاظ عليها في سبيل تطويرها وإستدامتها، فسلامة ورخاء المجتمعات تأتي نتيجة سلامة مواردها الطبيعية".
وختم الخطيب شاكرا "كل من ساهم ويساهم في الحفاظ على هذه المحمية لإرساء قواعد المحافظة على ثروات لبنان الطبيعية من لجنة محمية غابة أرز تنورين الطبيعية الى بلدية تنورين والبلديات المجاورة وصولا الى فريق العمل الناشط".
بعدها قدم رئيس بلدية تنورين والأعضاء، للخطيب، درعا تكريمية داخل علبة مصنوعة من خشب الأرز، وجال الجميع في أرجاء المحمية وإستمعوا خلال الجولة الى شرح مفصل عن أوضاعها من قبل الخبراء البيئيين".
المصدر: tayyar.org