"غدي نيوز"
باتت الشعوب القاطنة منطقة القطب الشمالي، التي عاشت آلاف السنين تتغذى على ما حبتها به الطبيعة، وتزرع ما يحافظ عليها، مهددة الآن بالانهيار بسبب تبعات ظاهرة التغير المناخي.
يضرب الاحتباس الحراري بقوة المحيط المتجمد الشمالي، بصورة لا يمكن تخيلها، خصوصا في أكثر بقاع العالم برودة. وبينما يسعى العالم للمحافظة على هدف تخفيض حرارة الكوكب بمعدل درجتين، ارتفعت درجة حرارة القطب الشمالي متجاوزة هذا الحد.
وفي كانون الثاني (يناير) 2017، أكد الخبراء أن ارتفاع الحرارة بلغ خمس درجات، مقارنة بالمعدل الذي ظلت عليه المنطقة منذ عام 1982.
وفي الوقت الراهن، لم تعد هناك سوى قريتين: جامبيل وسافونجا، يقطنها نحو ألف من قبائل اليوبيك التي تنتمي لشعب الإسكيمو، والتي لا تزال تعتمد في غذائها على الطرق التقليدية: البحر مصدره الرئيسي، وبصفة خاصة، حيوان الفظ أو فيل البحر، ولكن أعداد هذه الفصيلة البحرية من الثدييات في تناقص مستمر، بسبب سرعة ذوبان الجليد، والتحولات التي طرأت على بيئتها الطبيعية.
وأصبح الصياد والفريسة معرضين للفناء بسبب الانهيار الذي يهدد بقاء الجليد، وبالتالي سرعان ما سينتهي الحال بهما غرقا في البحر. على مدار قرون كان اليوبيك يعرفون كل شئ عن الجليد. لغتهم تحتوي على 150 كلمة لوصف الجليد أو الماء المتجمد، ولكن هذه المعارف التي توارثتها الأجيال على تعاقبها لم تعد كافية، بعد أن غير الاحتباس الحراري كل شيء.
وقد أدى اختفاء أفيال البحر إلى عدم قدرة اليوبيك على عقد مقايضات مقابل جلودها وأنيابها العاجية، فضلا عن تناقص مورد حيوي من مواردهم الغذائية. ومع تناقص الغذاء يجب عليهم الحصول على المال لشرائه، ولكن في هذه الأصقاع البعيدة مثل آلاسكا، يبلغ سعر ثلاثة من ثمار الموز 12 دولارا، في حيث يصل سعر كيس حبوب يكفي وجبة إفطار عشرة دولارات.
العرب القطرية – عمار مطاوع