أنور عقل ضو
ما يزال الحسون اللبناني مقيما في تراثنا الثقافي، في الأغنيات والمواويل، في الشعر العامي، وفي موروثنا الشعبي، لكنه بات معرضا لخطر الإنقراض في بيئته الطبيعية، وسط حملات مكثفة لالتقاطه وبيعه، باستخدام وسائل صيد ممنوعة كالدبق والشباك، فيما لم تحرك الجهات والأجهزة المعنية ساكنا، لا بل ثمة من يحمي مافيات الاتجار به، فأين وزارة البيئة والقوى الأمنية والبلديات؟ وما هو دورها؟
وسط ما هو قائم اليوم، يبدو واضحاً أن ثمة من هو أقوى وزارة البيئة، كي لا نقول أن هناك من يريد مصادرة دورها وإضعاف حضورها، بدليل أن الصيد ما زال مستمرا، رغم تسطير بعض محاضر الضبط بحق المخالفين، إلا أن المطلوب أكثر في هذا المجال، أقله رفع الغطاء عمن يخالف القانون.
سعد: عمليات إبادة
الخبير في مجال الطيور البيئي والناشط البيئي روجيه سعد أشار لـ ghadinews.net إلى أن "الحسون من الطيور الجميلة جدا المقيمة وتتكاثر في لبنان، وهناك بعض الأحيان حساسين مهاجرة تمر فوق لبنان"، ولفت إلى أن "الحسون رائع بصوته وتغريده، ورائع أيضا بشكله وألوانه الجميلة جدا: الأسود، الأحمر، الأبيض والأصفر، وهو رفيق المزارع يكون قريبا منه وهو يصدح بصوته".
وقال: "إن الحسون بسبب شكله الجميل وتغريده الرائع، فهو يتعرض للأسر من قبل الناس، وبطريقة جنونية، لان هناك طلبا كبيرا عليه، خصوصا وأنهم يجلبونه من الطبيعة وينتزعونه من بيئته وهو لا يزال فرخا صغيرا، وأحيانا يسرقون العش مع الفراخ، وإضافة إلى استخدام الدبق والشباك وكل الطرق لالتقاطه وسلبه حريته، وعندما يأسرون الأب والأم تموت الفراخ، بمعنى أننا نخسر ما بين 5 إلى 20 حسون من كل زوج، وأنثى تضع خمسة بيوض في العادة، ثلاث أو أربع مرات في السنة".
وأضاف سعد: "إننا نولي اهتماما كبيرا بالحسون لأنه يتعرض لعمليات إبادة كبيرة في الطبيعة، ليس في لبنان وحسب، وإنما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بات معرضا للإنقراض، وقد انقرض على سبيل المثال في الجزائر، ولذلك نسعى لعدم انقراضه في لبنان نتيجة ما يتعرض له من عمليات إبادة، خصوصا في فصل الربيع حيث تبدأ عملية التعشيش، وفي هذه الفترة تبدأ الفراخ الصغيرة بالطيران فيلاحقونها مستخدمين ماكينات تقلد أصواتها ويجذبونها ويلتقطونها عبر الدبق، ويبيعونها بسرعة نظرا إلى الطلب الكبير عليها، فضلا عن التقاط الحساسين المكتملة النمو والتي يتم التقاطها وبيعها بدءا من أواخر أيلول (سبتمبر)".
مخالفة القوانين
ورأى أنه "إذا أكملنا على هذا المنوال، ولم نتخذ تدابير وإجراءات رادعة سيصل الحسون في لبنان إلى الانقراض التام"، وأشار سعد إلى "اننا نستعين بالقوى الأمنية أحيانا ومؤسسات الدولة المعنية ووزارة البيئة ولا ندخر جهدا في هذا المجال إلا ونقوم به".
وقال سعد: "أحيانا يتم إيقاف بعض المرتكبين ولكن نفاجأ بإعادة الإفراج عنهم لأنهم مدعومون من جهات معينة، وأحيانا يتم إطلاقهم قبل وصولهم إلى المراكز الأمنية، وهم معروفون، وهناك مافيات معروفة بالأسماء"، وتمنى على "الدولة اتخاذ إجراءات أوسع لوقف التقاط الطيور بالدبق والشبك ولا سيما منها الحسون، وهذا تمنٍ بمثابة نداء".
وأكد أن "كل وسائل الصيد كالدبق والشباك والتقاط أعشاش الطيور مخالفة للمادة 580 من قانون الصيد البري".