"غدي نيوز" – يارا المغربي
جاء تلميح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم السبت 8 تموز (يوليو) خلال مؤتمر صحفي عقده بعيد انتهاء قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية، بأن "موقفنا يتجه إلى مسار عدم إقرار اتفاقية باريس للمناخ في البرلمان"، ليطرح جملة من التساؤلات، لعل أبرزها، ماذا لو انسحبت دول أخرى متبنية موقف إردوغان؟
الولايات المتحدة: مسؤوليات تاريخية والتزامات مالية
يعزو الرئيس التركي موقفه إلى "عدم تحقق وعد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، بتقديم دعم مالي للدول النامية"، وهذه إشكالية متوقعة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس، بسبب أن الولايات المتحدة لن تفي بالتزاماتها لجهة التعويض على الدول الفقيرة والنامية التي تحملت تبعات تغير المناخ، أي الدول الأقل تلويثا والأكثر تضررا، مثال على ذلك دول القارة الأفريقية والدول الجزرية.
وتعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن 15 بالمئة من مجموع الانبعاثات الكربونية عالميا، وهذا يرتب عليها مسؤوليات تاريخية والتزامات مالية، ودعم وتمويل الدول الفقيرة والنامية، خصوصا في مجال التكنولوجيا التي تعتمد عليها الدول النامية، بما يساعدها في محاربة ارتفاع درجات الحرارة، عبر التحول نحو الطاقات المتجددة، وهذا ما يتطلب دعم الدول التي بنت اقتصادها وازدهارها على حساب المناخ.
وجاء قرار الرئيس ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس ليعقد جهود العالم في تحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه بموجب اتفاقية باريس للمناخ، والتي تتلخص في تجنيب ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين، فضلا عن أن هناك موضوع القيادة الأخلاقية التي قررت الولايات المتحدة التخلي عنها.
إردوغان: البرلمان لم يقر هذه الاتفاقية بعد
وأكد إردوغان "لن نصادق على الاتفاق، إلا إذا تحقق وعد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند"، لافتا إلى أنه بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية، أوقفنا التصديق عليها".
وقال الرئيس التركي: "إن القرار الأميركي بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ يعني أن تركيا صارت أقل ميلا نحو التصديق على الاتفاقية في برلمانها"، واعتبر في الوقت عينه أن "الخطوة الأميركية من شأنها أن تعرض للخطر التعويضات التي كانت مقررة للدول النامية".
وقد عكست مواقف إردوغان ما ساد قمة دول مجموعة العشرين في ألمانيا حيث اختلف الزعماء المشاركون مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن المناخ. وكان ترامب أعلن الشهر الماضي انسحاب بلاده من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ.
وقال إردوغان أنه "عندما وقعت تركيا على الاتفاقية وعدت فرنسا بأن تركيا ستكون مؤهلة للحصول على تعويض، في مقابل بعض التكاليف المالية التي ستترتب على التزامها بالاتفاقية".
وأضاف: "لذا قلنا إذا حدث ذلك سيتم إقرار الاتفاقية في البرلمان، لكن خلاف ذلك فلن تمر" مضيفا أن البرلمان لم يقر هذه الاتفاقية بعد"، وتابع: "بالتالي، وبعد هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة، فإن موقفنا يتجه إلى مسار عدم إقرارها في البرلمان".
فهل يأتي الموقف التركي ليصعِّب الجهود الدولية حيال التصدي لمشكلة المناخ بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس؟