خاص"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
"إن حياد الإنترنت Net neutrality في خطر حقيقي، ونحن نتحد معا لدعم قواعد الحياد القوية التي تمنح الناس القدرة على اختيار المواقع والتطبيقات الأفضل، ويريد مقدمو خدمة الإنترنت ISP، ومنها Comcast، AT&T و Verizonوبعض أعضائها في لجنة الاتصالات الاتحاديةthe Federal Communications Commission تغيير هذه القواعد والحد من إمكانية وصولك إلى أفضل الإنترنت، ماذا يمكن أن تفعله؟ اتخذ الإجراءات، ولنقل جميعا، للجنة الاتصالات الفدرالية FCC أننا نهتم بالإنترنت المفتوح والمنافسة عليه".
بهذه الرسالة توجه عدد كبير من أصحاب المواقع الكبرى، ومنهم موقع الفيسبوك وتويتر وأكثر من 80 ألف شركة تكنولوجيا، إلى مستخدمي الإنترنت حول العالم، ومنهم مجموعة "الكفاح نحو المستقبل" Fight for the Future عبر مقاطع فيديو قصيرة على هذه المواقع للمبادرة ومنذ تاريخ 12 تموز (يوليو) إلى إطلاق حملة واسعة بهدف منع احتكار الإنترنت وخدماته ووسائل البحث عليه.
مفهوم "حياد الإنترنت"
ويعني مبدأ حياد الإنترنت تعامل مزودي الخدمة مع كافة المعلومات بذات الوتيرة، وهو مبدأ أقر في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما في العام 2015، ويقضي بمنع مزودي خدمة الإنترنت من التحكم بالمعلومات وجمعها لأغراض تجارية أو خاصة، بينما يتجه القانون الجديد إلى توفير خدمات بعينها على حساب حظر أخرى، وبالطبع فإن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب ممثلة برئيس لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية آجيت باي Ajit Pai تقول بأن "حياد الإنترنت يضر بالوظائف والإستثمار والإبتكار"، ومن جهة ثانية، وصف البعض حياد الإنترنت بأنه "يشبه التعديل الأول في حرية التعبير والمعتقد في دستور الولايات المتحدة".
وقال موقع internetassociation.org الخاص بـ "منظمة الإنترنت" الذي يروج لهذه الحملة المضادة لتقنين خدمة الإنترنت وهو تحت عنوان "أنقذوا الإنترنت المفتوح" Save Open Internet، في حملته: "إن كنت تفضل الإنترنت كما هو، فوقع على هذه العريضة، فمقدمو الخدمة يريدون أن يضعوا المواقع والتطبيقات التي يملكونها ليروجوا لها ويوقفوا بث غيرها، ما يمكن أن يحد تصفحك على المواقع، وعلى المستخدم دفع الأموال لمشاهدة هذه المواقع والتطبيقات الأخرى، أو يمكنهم إبطاء سرعة الإنترنت على المواقع التي لا يرغبون بها".
ولفت الموقع إلى أن "مهندسي المعلومات وممثلي شركاتنا كانوا يراقبون عن كثب ما يحصل في واشنطن، ونحتاج إلى كل شخص ليرفع الصوت لصالح حياد الإنترنت"، وعرض الموقع لكيفية كتابة رسائل ومعلومات تقدم إلى لجنة الإتصالات الفيدرالية لدعم هذه الحملة، ومواجهة عملية احتكار لم يسبق لها مثيل في عالم الإنترنت.
وحتى الآن، ثمة أكثر من 6.2 مليون تعليق وصلت إلى اللجنة عبر نظام الإيداع الإلكتروني للتعليقات الخاص باللجنة (ECFS)، وسيقفل باب الردود في 17 تموز (يوليو) الجاري، ومن المتوقع أن تأتي الردود عليها في 16 آب (أغسطس)، ويشدد الموقع على ضرورة أن يبادر كل شخص وبسرعة إلى "التعبير كيف غير حياد الإنترنت حياته"، قبل 17 تموز (يوليو) وقد قدمت بعض المواقع نماذج جاهزة، بينما بادرت أخرى إلى ترك المستخدم للتعبير عن نفسه.
ومن مظاهر خرق مبدأ حياد الإنترنت هو ما فعلته "شركة كومكاست" خلسة عندما قامت بإبطاء تطبيقات مشاركة الملفات عبر الإنترنت باستخدام حزم مزورة، خصوصا لتحديثات تعتمد في محتواها على مجموعة من القواعد المختلفة تحث على حيادية الإنترنت، والتى تضم تعبيرات مثل "لا حجب للمحتوى، لا للتحكم فى سرعات الإنترنت، لا أولوية لمن يدفع أكثر".
مخترع شبكة الإنترنت: خصوصية الإنترنت
وكان مخترع شبكة الإنترنت السير تيم بيرنرز-لي قد أدلى بتصريحات لموقع "بي بي سيBBC " في نيسان (أبريل) الماضي بعيد فوزه بـ "جائزة تورينغ" التي تعرف أحيانا بأنها بمثابة جائزة نوبل في علم الحوسبة، انتقد فيها الخطط البريطانية المحتملة لإضعاف التشفير، كما تعهد بمقاومة أي تحرك من جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإضعاف مبدأ حياد الإنترنت.
وأبدى تيم قلقه من أن مبدأ حيادية الإنترنت الذي يعامل المحتويات المتداولة على الإنترنت على قدم المساواة، قد يجري التقليل من أهميته من جانب إدارة ترامب، وهيئة الاتصالات الفيدرالية، مؤكدا أن "خصوصية الإنترنت مهمة مثلها مثل الثقة المتبادلة بين المريض والطبيب"، وقال تيم: "إذا تحركت هيئة الاتصالات الفيدرالية باتجاه إضعاف حيادية الإنترنت، سأقاوم ذلك بكل ما أستطيع".
وأشار في فيديو نشر حديثا إلى مخاطر هذا الإتجاه بتقويض حياد الإنترنت:
https://www.youtube.com/watch?v=5Gh0NIQ3yd0
الغارديان: باي قد يدمر الإنترنت المفتوح
ووصفت "الغارديان" The Guardian باي بأنه "الشخص الذي قد يدمر الإنترنت المفتوح"، وقالت في مقال نشر في 12 تموز (يوليو) أن "آراء باي تتفق مع آراء شركات تزويد الخدمة الكبيرة، وقد يكون لها علاقة مع ما أنفقته شركات مثل AT& T، كومكاست وفيريزون نحو الضغط بمبالغ ضخمة، فقد أنفقت مجتمعة أكثر من 11 مليون دولار في الربع الأول من العام 2017، كما تدعي أن القواعد ثقيلة جدا ومن شأنها أن تخنق الاستثمار في البنية التحتية - على الرغم من أنها تقول العكس عند التحدث إلى مستثمريها - وبدلا من أن تخضع هذه الشركات لتنظيم مثل المرافق الأخرى، فإنها تقول إنها تفضل التنظيم الذاتي إلى أن يتم تمرير حماية الحياد من قبل الكونغرس.
خلال المفاوضات مع "نيتفليكس" في العام 2014، لم تحقق أي نجاح لجهة سرعات الإنترنت واختراق كومكاست وفيريزون بسرعات تدفق تصل إلى 30 بالمئة في المتوسط، إلى أن قررت نيتفليكس أن تدفع نقدا من خلال صفقات "ذات أولوية مدفوعة"، وقد ألغيت هذه الأنواع من الصفقات بموجب تشريع العام 2015، وكان رد مزودي خدمات الإنترنت بمنح مزايا تقنية لخدمات البث الخاصة بها، كما فعلت AT&T مع خدمة التلفزيون المباشر Direct TV الخاص بها في عام 2016.
وقال بيرس ستانلي من منظمة "ديماند بروغريس" Demand Progress: "قد يعتقد أجيت باي أن مصالح مزودي خدمة الإنترنت أكثر أهمية من اهتمامات الجمهور، ولكن الحملة على حياد الإنترنت the day of action تجعل من الواضح أن عددا قليلا من خارج قاعات مجلس إدارة كومكاست أو AT&T يتفقون معهم"، واضاف ان "غالبية الاميركيين يؤيدون الحيادية الصافية، وستسمعون أصواتهم بصوت عال وواضح عندما نعيد الانترنت من باي وأعوانه".
زوكربرغ: سنكافح لإنترنت حر ومفتوح للجميع
من جهته، أرسل مالك موقع التواصل الإجتماعي Facebook مارك زوكربرغ Mark Zuckerberg رسالة عبر صفحته على الموقع، قال فيها: "يجتمع اليوم الناس في كافة أنحاء الولايات المتحدة معا لإنقاذ حياد الإنترنت"، وأشار إلى أن "حياد الإنترنت هو فكرة أن الإنترنت يجب أن يكون حرا ومفتوحا للجميع، إذا كان مزود الخدمة يمكن أن يمنعك من رؤية محتوى معين أو يمكن أن يجعلك تدفع مبالغ اضافية لذلك، فهذا يضر بنا جميعا، وينبغي أن يكون لدينا قواعد ضده".
وأضاف إنه "في الوقت الراهن، فإن لجنة الاتصالات الفيدرالية لديها قواعد للتأكد من أن شبكة الإنترنت لا تزال منصة مفتوحة للجميع، في الفيسبوك، نحن نؤيد بقوة تلك القواعد، ونحن منفتحون أيضا على العمل مع أعضاء الكونغرس وأي شخص آخر على القوانين لحماية مبدأ حياد الإنترنت".
وقال زوكربرغ: "إذا أردنا للجميع في العالم الوصول إلى كافة الفرص التي تأتي مع خدمة الإنترنت، فنحن بحاجة للحفاظ على الإنترنت مجانا ومفتوحا"، ودعا زوكربرغ مستخدمي خدمة الإنترنت إلى إنه "إذا كنت ترغب في معرفة المزيد، عليك زيارة iadayofaction.org وبفضل الجميع سنكافح من أجل الإنترنت المفتوح".