"غدي نيوز" – يارا المغربي
حالات وظواهر طبيعية غريبة تثير فينا الدهشة والاستغراب، وغالبا ما تفاجئنا الحياة البرية بما قد لا يخطر ببال يوما، بعضه صادم وبعضه الآخر يدنو من عالم الرحمة والرأفة، خصوصا عندما نعلم أن الحيوانات بما فيها تلك المفترسة، توجد في "جيناتها" نزعة حنان تناقض طبيعتها العدوانية.
بالرغم من كل الدراسات لمعرفة طبائع الحيوانات والكائنات التي تقاسمنا العيش على هذا الكوكب، تكون دائما ثمة أمور لا نتوقعها، أو لا يتوقعها العلماء أنفسهم، خصوصا وأن العالم سيظل مليئا بالأسرار والألغاز، ودائما سنشهد ظواهر عصية على العلم أحيانا، خصوصا وإن جاءت في غير سياقها البديهي.
أول حالة في العالم
وقد نشرت أمس الجمعة 14 تموز (يوليو) الجاري وكالة "رويترز" والعديد من المواقع والدوريات العلمية لقطات رائعة للبوءة ترضع شبل فهد، وسرعان ما تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لطالما افترض العلماء أن الأسود دأبت بالغريزة على قتل الفهود بمجرد رؤيتها، إلى أن رصدت عدسات كاميرا هذا الأسبوع لبوءة وهي ترضع شبلا من الفهود.
الصور الرائعة التي التقطت في "محمية نجورونجورو التنزانية" Tanzania's Ngorongoro Conservation هي أول دليل على وجود مثل هذا التآلف بين أجناس مختلفة من المفترسات التي عادة ما تكون أعداء ألداء.
وقال لوك هانتر Luke Hunter رئيس مجموعة "بانثيرا" Panthera المعنية بحماية القطط البرية لــ "رويترز" عبر الهاتف "لا توجد حالة أخرى مسجلة قامت فيها قطة برية كبيرة بإرضاع شبل من نوع آخر".
اللبؤة المعروفة محليا باسم "نوسيكيتوك" Nosikitok معروفة جيدا للعلماء، نظرا لقيام منظمة "كوبليون" KopeLion الأهلية المحلية التي تدعمها بانثيرا بمراقبتها عبر طوق إلكتروني مثبت في رقبتها.
العلماء في حيرة
والتقطت الصور يوم الثلاثاء الماضي، وقال هانتر إنه حتى يوم الخميس عادت اللبوءة إلى زمرتها في مكان بعيد عن موقع إرضاع شبل الفهد.
وأضاف قائلا: "لسنا متأكدين مما يجري الآن. من المحتمل أن تكون أم شبل الفهد قد استعادت شبلها بعد يوم الرعاية المؤقت عند اللبوءة".
والعلماء في حيرة لتفسير الحادث، ففي الأسر قد تتآلف الحيوانات المفترسة مع أنواع أخرى من الأجناس آكلة اللحوم، لكن هذا لا ينطبق على البرية حيث تتنافس جميعها على الفرائس.
وقال هانتر إن "اللبؤة لديها أشبال في نفس عمر الفهد الصغير تقريبا والذي يقدر بنحو ثلاثة أسابيع"، مشيرا في الوقت عينه إلى احتمال أن "يكون ذلك هو السبب في إرضاعها له".
وأضاف هانتر: "إنها مستعدة نفسيا لرعاية القطط الرضيعة، وشبل الفهد يتناسب مع استعدادها هذا".