"غدي نيوز"
"مادونا تتعرى من أجل أطفال باكستان"، "مادونا تبكي الطفلة الباكستانية ملالا"، "مادونا تطلب من بوتين الإفراج عن مغنيات بوسي رايوت"... كل هذا بات من بين نشاطات مغنية البوب الأميركية مادونا في الميادين الاجتماعية والسياسية.
ربما تدفع هذه النشاطات البعض إلى الإشادة بلويزا فيرونيكا كيكون (مادونا)، لكن هذا الالتزام الاجتماعي والسياسي للمغنية الأميركية لم يعجب اتحاد مواطني سانت بطرسبرغ، الذين رفعوا دعوى قضائية ضدها، محتجين على دعمها لمثليي الجنس، مطالبين بأن يحكم عليها بغرامة تتخطى مليون دولار، وذلك بسبب "إقدامها على إهانة المشاعر الدينية والأخلاقيات".
وأرفق اتحاد مواطني سانت بطرسبرغ الدعوى بشريط فيديو لمادونا على أحد مسارح المدينة تدوس فيه على الصليب وتضع سواراً زهري اللون تعبيرا عن دعمها لمثليي الجنس.
وبموجب إجراءات المحاكمة، التي انطلقت قبل أيام، تم إخطار مادونا بالدعوى وذلك من خلال وثيقة رسمية أرسلتها المحكمة إلى منزلها في نيويورك، وأضافت إليها نسخة ثانية أرسلت إلى نادٍ رياضي تملكه في موسكو. لم تعلق مادونا، إما لأنها تتجاهل الأمر بأكمله ولم تعر له أي اهتمام، أو لأنها لم تتلق البريد حتى الآن. إلا أن محكمة سانت بطرسبرغ واتحاد مواطني المدينة يطالبون بحضور نجمة البوب شخصيا إلى جلسة الاستماع.
ربما لم تكن مادونا، لجهلها اللغة الروسية، أو لغياب التغطية الإعلامية، لتعلم أن العاصمة الثقافية لروسيا تتخبط منذ فترة بين قوانين الحد من وجود مثليي الجنس في المدينة ومنعهم من التظاهر، خصوصاً بعدما برزت أعلامهم بوضوح تام خلال الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، أو أن حاكم المدينة وقع في آذار (مارس) الماضي على قانون يمنع "الترويج لمثلي الجنس"، وراح القانون منذ ذاك الحين يستقبل إضافات عليه تزيد من حدته إزاء مثلية الجنس، التي كانت تعتبر جرماً في الاتحاد السوفياتي حتى العام 1993، ومرضا نفسياً في روسيا حتى العام 1999.
وبعد التدقيق بالقـوانين الروسية، والإمعان في أداء مادونا، لا شــك في أن المحكمة لا تزال تلعب ضـمن أطر القوانين المحلية باستدعائها المغنــية الأميركية إلى جلسة الاستماع، وبتغريمها بهذا المبــلغ الكبير الذي سيعيد الاعتبار إلى مــشاعر المؤمنين والأخلاقيين. ولكــن هل ستتحــمل مــادونا المســؤولية أم أن موقفــها كان نزعــة وليدة اللحظة ولم تتوقع له أي صدى؟
عن "السفير" اللبنانية