خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في نيسان (أبريل) الماضي خبرا مفاده أن عرض الدلافين الذي كان مقررا في 22 حزيران (يونيو) قد توقف بعد حملات قادها ناشطون، إلا أن المنظمين لم تثنهم هذه الحملة عن استقدام هذه الحيوانات إلى بيروت، بل أرجأوا الأمر ليقوموا بالترويج لها خلال شهر آب (أغسطس) المقبل، وعاد الناشطون بعدها لمتابعة الحملة رأفة بهذه الحيوانات.
وتساءلت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى بلطجي لـــ ghadinews.net: "بأي ثقافة وأي رقي وأي تقدم نسمح بحجز دولفينا يقطع يوميا 150 كيلومترا في محيطه الطبيعي في البحار والمحيطات داخل خزان مائي لا يتجاوز طوله ال، 20 مترا؟".
ثقافة تسويقية بشعة
تجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أن دولا عدة أوقفت مثل هذه العروض، وبعضها منع استخدام الفيلة والنمور والأسود في عروض السيرك، نظرا لما تعاني هذه الكائنات من ضغوط ناجمة عن الأسر والضغط.
وأضافت بلطجي: "ليس هذا فحسب، فالدلافين كما سائر حيوانات السيرك تعذب وتروض لكي يؤدي حركات استعراضية ترضي جمهور، لا يعرف ما عاناه ويعانيه هذا الحيوان"، وأضافت: "أريد من كل شخص يريد الذهاب لحضور هذا الإستعراض أن يعرض الأمر على نفسه، بل على أولاده، أي تقيد حريتهم ويجبروا على أداء الـ "عرض" show المطلوب".
وأردفت بلطجي: "أي ثقافة تسويقية بشعة تسمح لنا بهذا الأمر؟ فهي تشبه من يفرح أن ابنه يستعمل المفرقعات أو السلاح الناري أو بندقية الصيد، أو قيادة السيارة دون رخصة قيادة، أو اصطياد الحيوانات المهددة بالإنقراض سواء البرية أو البحرية كسمكة القرش، المشكلة في ثقافتنا والتربية، باعتبار هذه الأمور عادية ومقبولة لا بل مرغوبة لدى البعض لأسباب مختلفة، وذلك بدلا من إرشاد الجيل الجديد إلى الممارسات الأفضل، لجهة الرفق بالحيوان، وإطعامها ووضع المياه للحيوانات الضالة".
الدعوة للتظاهر
وقالت بلطجي: "لا أطلب إلا أن يضعوا هذا الطفل مكان هذا الحيوان الذي يعد من أذكى الحيوانات بعد الإنسان، وأن يؤسر ويؤمر ويعذب ليقدم للناس عرضا، فإن قبلوا بهذا الأمر لطفلهم فليقبلوه للدولفين".
وأضافت: "ثمة حملة على موقع على صفحة الإنترنت ووقعنا عليه، وأدعو الجميع للتوقيع عليها، ونحن بصدد القيام بحملة جديدة، فالأمر غير مقبول لا في لبنان أو في أي بلد بالعالم، وأعرف أن لبنان ليس أول أو آخر بلد يستضيف هذا السيرك، لذا فنحن ضد هذه الممارسات، ولكن لو كان في لبنان رقابة فيجب أن تمنع هذا السيرك"، وتابعت: "كما أن هناك حدائق حيوانات ومحال لبيعها، لا تستوفي الشروط الصحية، ولا رقابة عليها، وتعاني فيها الحيوانات الأمرين، ولا حسيب ولا رقيب".
وكانت الناشطة بلطجي قد شاركت الحملة على صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك"، وطالب عدد من الناشطين بمظاهرة، بينما أشارت إحداهن بأنها شاهدت الدلافين في البحر تستعرض وكانت سعيدة، فكيف نقيد حريتها، وقال ناشط في الحملة لـ ghadinews.net "لدينا سيرك سياسي متواصل، فمن يريد يمكنه مشاهدته مجانا".
سيرك لبنان
أما صفحة الحملة التي نظمتها الناشطة باولا صقر ونالت 3822، وبهدف الوصول إلى عدد 5000 توقيع، فاعتمدت في مقاربتها لهذه الحملة على جملة قالها مدير منظم هذا العرض "سيرك لبنان" أيزاك أبو ساري "بأن استخدام الحيوانات في السيرك غير مقبول أخلاقيا، ولا نستخدم أي حيوانات في السيرك الخاص بنا"، فضلا عن بنود اتفاقية CITES التي تمنع استخدام بعض أنواع أسماك الدولفين لغرض تجاري، وستسلم الحملة مع التواقيع حال جهوزها إلى أصحاب القرار في وزارات الزراعة والسياحة والعدل ومنظم العرض.
ومن الجدير ذكره أن العرض الأول في حزيران (يونيو) كان عنوانه "عرض الدلافين"، The Dolphins Show، بينما العرض الجديد عنوانه "الدولفيناريوم" Dolphinarium، فالموضوع في ما يخص السيرك تجاري بحت، وبالتالي فإن القيمين عليه ظنوا أن تأجيله وتغيير الإسم قد يخفف من حدة الجدال والضغط الشعبي حوله، و=خصوصا بناء على ما قاله المنظم سابقا، فليس أخلاقيا أن يحتوي السيرك على حيوانات، ولكن وفقا لصفحته على الفيسبوك، فيبدو أن مشروع "الدولفيناريوم" أصبح موجودا في لبنان بالفعل، فهل أصبح الأمر واقعا علينا أن نألفه كمعظم التحديات البيئية والسياسية والإقتصادية وغيرها في لبنان؟
لرابط الحملة:
https://www.change.org/p/cirque-du-liban-dolphins-belong-in-the-wild-and-not-in-circuses