"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
لم تعد مدينة عاليه في جبل لبنان مجرد مقصد يؤمه أهل بيروت في فترة الصيف للهرب من حر العاصمة فحسب، بل أصبحت من أهم وجهات السياحة محليا وعربيا، وهي تستقطب المواطنين من كافة مناطق لبنان وفي كافة المواسم، فلا يمضي أسبوع إلا وثمة مهرجان أو نشاط فني، رياضي، ثقافي أو علمي هام، كما أن سوقها التجارية أصبحت تشهد زحمة سير كبيرة لا تقتصر على فصل الصيف فحسب، خصوصا بعد أن كرست السياحة على مدار السنة، ما دفع بلدية عاليه إلى استحداث أتوسترادات خاصة بالشاحنات، عدا عن اهتمامها بالبيئة كأولوية، مع زيادة المساحات الخضراء وتجميل الشوارع بأشجار زينة وأخرى مناسبة لطبيعة المنطقة.
وفي خطوة رائدة ولإزالة الجمود عن جسر مدينة عاليه وأحد مداخلها لجهة الطريق الدولية، قرب منطقة ضهور العبادية، حل ثلاثون فنانا، نصفهم من لبنان والباقي من بريطانيا وفنان من إيطاليا وآخر من تشيلي في مجال الخطوط "الكاليغرافي"، وفن الشارع والغرافيتي وغيرها، في نشاط بدأ منذ 27 تموز (يوليو)، يستمر حتى الأسبوع القادم لتحويل هذا الجسر إلى معرض فني للرسم.
مهرجان فني ثقافي موسيقي
وفي هذا السياق، تشهد منطقة رأس الجبل، سمبوزيوم عاليه 2000 إطلاق مهرجان "أحلى فوضى" للفن والثقافة المزمع إقامته يومي 5 و6 آب (أغسطس).
وقالت مديرة المهرجان إيمان عساف لـ :ghadinews.net "تتمحور أهداف أحلى فوضى وأنشطته المتنوعة حول تجميل لبنان من خلال الفن والثقافة والموسيقى، ونشر ثقافة فنية راقية تساهم في التغيير الايجابي في المجتمع وإغناء الفكر، ونؤمن أن لغة الفن والموسيقى والثقافة تساهم بهدم كافة الجدران والعوائق وتبث الروح في الإنسان والجماد".
وأضافت: "بدأنا في شارع الحمرا، واليوم أحلى فوضى ينتقل الى ربوع مناطق لبنان، أردنا أن نكون في عاليه هذا العام في مكان مميز، حيث الثقافة والفن اتخذا من أعالي جبال عاليه مكاناً استراحت فيه منحوتات لأكثر من مئة نحات لبناني وعربي وعالمي، في ما أصبح يعرف بسيمبوزيوم عاليه".
وأشارت عساف إلى أن "مهرجان أحلى فوضى يقام بالشراكة والتعاون مع بلدية عاليه وبتشجيع من رئيسها الأستاذ وجدي مراد وأعضاء وموظفي البلدية، وبرعاية كريمة من وزارة الثقافة والسياحة، وسيعيد إحياء تلك المنطقة من خلال مهرجان فني ثقافي موسيقي متنوع".
وأضافت: "الى جانب إتاحة الفرصة للتبادل الفني بين لبنان وبريطانيا بالتعاون مع Rise Gallery ومؤسسة كيفين زوشوكي موريسون، وهي إحدى أشهر المؤسسات الفنية في بريطانيا، حيث سيحضر عدد من الفنانين الدوليين من بريطانيا وتشيلي وايطاليا معنا، وسيتشاركون مع نظرائهم اللبنانيين لرسم الفرح والثقافة وتجميل لبنان، وستكون الإنطلاقة من عاليه والجسور في المدينة، ومن بعدها في عدد من الأماكن في بيروت وفي أحد مخيمات اللاجئين، بالإضافة الى تنظيم ورشة عمل فنية للأطفال في مدرسة River Side التابعة لمؤسسة step together التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة".
وأشارت عساف إلى أنه "ستجمعنا مع Rise Gallery شراكة طويلة الأمد والمزيد من المشاريع والأنشطة، وستتاح الفرصة من خلال هذا التبادل الثقافي، أمام المواهب اللبنانية الشابة للسفر الى بريطانيا السنة المقبلة والعمل مع الفنانين البريطانيين"، وقالت: "نحرص كأعضاء في أحلى فوضى على دعم وتشجيع المواهب الشابة في كافة المجالات لا سيما الفنية وإتاحة المجال أمامهم للإطلاع على ثقافات والفنون على أنواعها والتعبير عن أفكارهم وإيصال أعمالهم الى العالم"، وأضافت: "نحن سعداء بوجود الفنانين المتميزين معنا في لبنان ومشاركتنا في مهرجان أحلى فوضى، ونعد بمزيج فريد من الفن التشكيلي، وموسيقى الأوبرا والروك والجاز والبلوز الشرقي والغربي، وعروض فلكلورية وبرازيلية وافريقية، وألعاب ترفيهية للأطفال، ومعرض للسيارات القديمة، ومناطيد، ومساحة لليوغا والتأمل وأخرى للتعلم وقراءة الكتب".
وقالت عساف: "من المشاريع البيئية التي أنجزناها، زراعة أشجار لتجميل طرق العاصمة، وإنشاء حديقة في شارع الحمرا، وتجميل الأبنية منها لوحة للفنانة صباح، وحملة "ممر مش موقف" عبر وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيقها في شارع الحمرا، ولوحة ثانية على بناء ثانٍ في شارع الحمرا، وثمة مشروع ننتظر الموافقة عليه، وهو تجديد وتجميل كيوسكات (أكواخ) الجرائد باللوحات الفنية في شارع الحمرا، ننتظر الجميع لمشاركتنا في هذه التظاهرة الفنية، وفي نشاطاتنا المتعددة".
بعض المشاركين في تجميل الجسر
Cara Jean Flynn: فنانة تركز على التفاعل بين الناس والأمكنة وتعمل على خلق معنى جديد لفهم البئية المحيطة بالبشر.
Cheba: هو فنان تشيلي بريطاني معروف يستوحي الفن من مسقط رأسه بريستول حيث يزدهر الفن والحضارة، عرض Cheba أعماله في كافة دول العالم وهو يستوحي عمله أيضاً من الفضاء.
Dan Cimmermann هو فنان بريطاني يستكشف دائماً الأحجام والأسطح والأشياء الملموسة حتى يقدّم صورةً تخرج عن النطاق الصورة الأصلية أو تمثّل سياقاً فيه غموض.
The Dotmaster: فنان بريطاني بدء رسومه في شوارع بريغتون في أوائل التسيعنات. يمتلك حساً فكاهياً يعكسه في رسومه. كما ويستخدم خدع بصرية في رسومه لتضفي للعمل الفني جمالاً.
Ben Eine: هو من أكثر فناني الغرافيتي المنتجين في لندن. عمله حظي بإقبال كبير في منطقة لندن الشرقية، Ben هو من أفضل الخطاطين الذي يحظى بإقبال عالمي على أعماله.
Luis Lazo: هو مصور و فنان عمل كمصور للقطات في الأفلام الروائية وشارك في تصوير لقطات لمطبوعات عالمية مثل Harpers & Queens.
Mark McClure: فنان يجد أرضية بين الفن والتصميم البصري صناعاً جداريات ومنحوتات وتصميمات داخلية مميزة على غرار أشكال هندسية.
Morgan Davy: هو فنان معروف بألوان ريشته الزاهية وبنمط فريد من نوعه فيه الكثير من التجرد. هو كذلك معروف بإتقانه لفن التخطيط و الزخرفة حيث يستوحي رسومته من المدن والقرى في آن واحد.
Mr. Cenz: انتشر عمل هذا الفنان في شوارع لندن حيث يستخدم في رسومه طبقات من الأشكال والألوان والخطوط ليستخرج رسومات فريد من نوعها.
Otto Schade: هو مهندس معماري وفنان في آن أعماله تتمتع بالسوريالية حيث يستخدم الكنفا لرسم لوحات زيتية مميزة.
RUN: هو فنان إيطالي يتقن التفاصيل حيث يظهر أجساد متداخلة بعضها ببعض بطريقة فنية ويعتبر هذا الفنان أن هذه الأجساد تحاكي بعضها.
ديانا حلبي: شكّل إستديو الفنان ثائر معروف الخطوات الأولى لديانا في عالم الفن حيث بدأت بعدها عرض لوحاتها الفنية، واختيرت إحدى لوحاتها لتعرض في متحف سرسق خلال Salon d'autumn.
ليلى كوبا: شاركت ليلى في العديد من المعارض والمحافل الدولية. اليوم تدير ليلى مركز Art Space في الحمرا حيث تستضيف معارض لفنانين معاصرين وتعرض لوحات خاصة بها.
كريم تامرجي: هو شاب يحاكي في رسوماته حالات الأفراد السيكولوجية والإجتماعية السياسية.