"غدي نيوز"

  حصل المصور بول نيكلن Paul Nicklen على جائزة أفضل صور للحياة البرية في العالم، عن صورة لمجموعة من طيور "البطريق الإمبراطور" وهي تستعد لشق طريقها عبر فجوة في سطح جليدي تحت البحر وسط عدد مهول من الفقاعات والريش المتناثر منها.
وكان المصور الكندي تحدى البرودة القارصة وخطر هجوم حيوانات الفقمة في "أنتاراكتيكا" للحصول على اللقطة التي فازت بجائزة المصورة فيوليا للبيئة والحياة البرية.
وفازت الصورة بالجائزة تحت تصنيف "العالم تحت الماء" واطلق عليها اسم "الأباطرة تنفخ الفقاعات".
وقال نيكلن مصور مجلة ناشيونال جيوغرافيك لـــ "بي بي سي": "كنت أغوص وأحرك قدمي وكانت البطاريق تحيط بي من كل جانب، بين يدي ومن خلفي، لقد كان الأمر مدهشا".

ملايين الفقاعات

يذكر أنه يتعين على طيور البطريق الهرب بسرعة قبل أن تصيدها حيوانات الفقمة وهي تخرج من الماء، لكنها تتصرف باستراتيجية ذكية تمكنها من الإفلات.
وتصعد البطاريق في بداية الأمر إلى السطح لاستكشاف المخاطر المحتملة، وفي نفس الوقت يحتفظون بالقدر الذي يستطيعون التحكم به من الهواء، ثم يغوصون إلى الأسفل مرة أخرى، قبل أن ينطلقوا إلى السطح بقوة من أقصى عمق يستطيعون الوصول إليه وهم ضامين ريشهم إليهم.
وتؤدي هذه العملية إلى إخراج ملايين الفقاعات، كما أن تيار الهواء الناتج عنها يسرع بالبطاريق إلى أعلى لتجنب خطر الافتراس.
ويقول نيكلن إن "الصورة تظهر أن البطاريق قادرة على الوصول بسرعتها إلى الضعف أو الثلاثة أمثال، وهي تستطيع القفز من سرعة10 كلم في الساعة إلى 30 كلم في الساعة لتنطلق إلى السطح كالصاروخ".
والتقط المصور أكثر من 50 ألف صورة خلال فترة الثلاثة أسابيع التي قضاها في بحر روس بالقرب من مدينة واشنطن.

خمسون الف متسابق

وأكدت روزاموند كيدمان كوكس المحكمة في الجائزة أن عمل نيكلن كان متفوقا. وأضافت "إن الصورة رائعة في الشكل والألوان وكلما نظرت إليها اكتشفت فيها تفاصيل جديدة".
كما أبرزت الصورة أهمية استخدام أحدث جيل من أجهزة استشعار التصوير الرقمي في تصوير الحياة البرية.
وأصبحت جائزة أفضل صور الحياة البرية أكثر الجوائز التي تشهد منافسة في عالم التصوير، ويتم تنظيمها بالتعاون مع متحف لندن للتاريخ الطبيعي ومجلة "بي بي سي" للحياة البرية.
وقد تنافس في الدورة الأخيرة من الجائزة، التي دخلت عامها الثامن والاربعين، ما يقرب من خمسين ألف متسابق.