إيكولوجيا الصفات الوظيفية... والتكيف مع تغير المناخ

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, August 11, 2017

إيكولوجيا الصفات الوظيفية... والتكيف مع تغير المناخ

غدي نيوز" – أنور عقل ضو

 

توصل خبير الأحياء البحرية البروفسور الأميركي *إيميت دافي Emmett Duffy إلى أن صحة النظام البيئي ربما لا تعتمد على عدد الأنواع الموجودة فيه فحسب، وإنما تعتمد أيضا على تنوع صفات تلك الأنواع.

لم يكتشف دافي جديدا في هذا المجال، ذلك أن هذه الفكرة تلقى اهتماما متزايدا هذه الأيام من قبل علماء الإيكولوجيا البحرية، وهي تعني أن التنوع البيولوجي لا ينبغي ألا يقتصر على العدد المتوفر من نوعٍ ما في نظام بيئي فحسب، وإنما بنفس قدر أهمية الحفاظ على صحة النظام الإيكولوجي وقدرته على التكيف، ينبغي مراعاة الخصائص المختلفة للأنواع والأشياء التي تستطيع القيام بها إذا ما قيست، وفقا لصفات محددة مثل حجم الجسم أو طول الفرع.

 

مدلولات كبيرة لعلم البيئة

 

وهذا ما يطلق عليه العلماء اسم "إيكولوجيا الصفات الوظيفية"، وكانت تشكل جزءا من عمل الخبير إيميت دافي Emmett Duffy المختبري على مدار سنوات، ولكنها كانت دائما ما تبدو مجرد فكرة أكاديمية نظرية، لكن مشاهداته عندما كان يسبح على عمق نحو خمسة أمتار تحت الماء قبالة ساحل بنما، جعلته متأكدا – بعيدا من المعيار النظري – أنه يمكن لذلك التحول في التفكير أن تكون له مدلولات كبيرة لعلم البيئة، لا بل وقد يكون ضروريا لفهم طريقة تكيف النباتات والحيوانات مع تغير المناخ والتنبؤ بها، خصوصا بعدما لفتت انتباهه سمكة عملاقة من نوع القنفذ، واسمها العلمي "ديودين هيستريكس"Diodon hystrix، يجمع لونها بين السُّمرة والبياض، ونظرا إلى بطء حركتها، كانت تلك السمكة ستصبح هدفا رئيسيا للكائنات المفترسة، لولا الفروع الضخمة للشعاب المرجانية المعروفة باسم "مرجان الخورن" أو الــ "أكروبورا بالماتا" Acropora palmata التي تشبه أغصان الشجرة والتي كانت تلك السمكة تحتمي بها.

 

حماية الشعاب المرجانية

 

كان المشهد بمنزلة مصدر إلهام لعالِم الأحياء البحرية، فلقد ذهب إيميت دافي Emmett Duffy إلى مواقع في الكاريبي كانت فيها أسماك المرجان أكثر عددا وتنوعا، ولكنها أصغر حجما، كذلك كانت الأسماك هناك أصغر حجما أيضا. أما في أرخبيل بوكاس ديل تورو Bocas Del Toro فقد رأى تشكيلة متنوعة من الأسماك الكبيرة تختبىء بين فروع مرجان "الخورن"، ويقول دافي: "كان السبب الذي جعل تلك الأسماك الضخمة قادرة على النمو في ذلك المكان يتمثل في توفر أماكن للاختباء وأماكن للعيش".

وقد بدأ التنوع الوظيفي يؤثر على طريقة تفكير علماء البيئة بشأن المحافظة على الأنواع، بل إن بعض الحكومات قد بدأت في إدراج تلك الصفات في سياساتها الإدارية. فعلى سبيل المثال، تحركت حكومة بليز منذ عدة أعوام لحماية أنواع سمك الببغاء من الصيد الجائر، ليس بالضرورة لأن أعدادها في تناقص، ولكن لأن تلك الأسماك تقوم بتخليص المرجان من الطحالب ولها أهمية بالغة في بقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة.

 

*مقالة مستوحاة من دراسة كاملة نشرت في موقع Nature العلمي.

**مدير "شبكة تينينباوم للمراصد البحرية التابعة لمؤسسة سميثسونيان" the Smithsonian Institution's Tennenbaum Marine Observatories Network في واشنطن العاصمة.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن