"غدي نيوز" – يارا المغربي

ستكون روسيا المستفيد الأول من تأثيرات تغير المناخ، وذوبان الجليد في أجزاء واسعة من أراضيها المترامية الأطراف، لكن يبقى هناك سؤال: ما حجم الخسائر والكوارث التي يتكبدها العالم؟

تشير بعض الدراسات إلى أن منسوب مياه المحيطات والبحار يهدد بدءا من العام 2050 باختفاء دول ومدن ساحلية، وتوقعات كارثية في العام 2100، ما يعني أن ليس ثمة من هو مستفيد في هذه الحالة.

ومن هنا، فالحديث عن أن التغيرات المناخية ستكون نعمة للبعض، لا يغدو كونه تجديفا في غير محله، فمصيرنا على الكوكب واحد لا يتجزأ، وجميعنا في المركب عينه، وعلينا أن نعمل وفق رؤية شاملة لننجو، خصوصا وأن دراسات كثيرة قدمت إلى الآن سيناريوهات متشائمة لمستقبل الأرض، ومنها أن بعض أجزاء من الكوكب الأزرق لن تكون قابلة للحياة، فضلا عن تداعيات لن تكون دولة في منأى عنها، لا سيما على مستوى تأمين الغذاء.

تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري

وفي هذا السياق، قال علماء إن "الملاحة الروسية في المحيط القطبي الشمالي تستفيد من رياح تدفع الجليد البحري القديم والسميك باتجاه أميركا الشمالية، مما يفتح آفاق منطقة نائية تذوب مياهها المتجمدة بسبب ارتفاع حرارة الأرض".

وأوضح العلماء أن الجليد الروسي الآخذ في الذوبان قد يساعد ناقلات الغاز الطبيعي المسال، المقرر أن تبدأ التصدير من شبه "جزيرة يامال" الروسية أواخر العام الجاري على الإبحار في طريق جليدي لأكثر من الستة أشهر المقررة في العام.

وانصب كل الانتباه تقريبا بشأن الملاحة بالمنطقة القطبية الشمالية على مدى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في تقليص حجم الجليد حول القطب الشمالي، وفتح طريق مختصر صيفي بين المحيطين الأطلسي والهادي.

خلو المحيط القطبي الشمالي من الجليد

لكن تحولات غير ملحوظة في عمر الجليد نتيجة الرياح والتيارات قد تساعد روسيا أيضا، وفق ما ذكرت "سكاي نيوز".

وتشير خرائط الإدارة إلى أن كل الجليد تقريبا الموجود قرب روسيا في الشتاء لا يزيد عمره عن عام وسمكه يصل إلى مترين تقريبا، بينما يتركز الجليد الأقدم والأكثر سمكا باتجاه أميركا الشمالية.

وأوضحت بيانات الإدارة أيضا أنه في العام 1985 تم اكتشاف جليد عمره يزيد على خمسة أعوام بالمحيط القطبي الشمالي.

وتشير أبحاث إلى أنه من المتوقع أن يخلو المحيط القطبي الشمالي من الجليد في الصيف اعتبارا من العام 2050.