"غدي نيوز"
تمثل بابوا غينيا الجديدة موطنا لفراشة "الملكة ألكسندرا"، التي تعد أكبر الفراشات في العالم، غير أن مزارع زيت النخيل تهدد موطن تلك الفراشة النادرة. ويرغب دعاة حماية البيئة والسكان المحليون على حد سواء، في حماية الفراشة من خلال رفع حظر على المتاجرة بها وبيعها بألوف الدولارات لهواة جمع الفراشات.
وتقول مجلة "دير شبيغل" الألمانية، في تقرير نشرته أخيرا، إن "الملكة ألكسندرا"، التي تحلق عاليا في الهواء وترفرف بأجنحتها ببطء، أشبه بالطيور منها بالفراشات. وتبدو أجنحتها الطويلة والرفيعة، التي تلمع تحت أشعة الشمس كالخرز قزحي اللون، كأجنحة السنونو.
وتقول غريس جو، التي تقيم في إحدى قرى هضبة "ماناغالاس"، شرقي بابوا غينيا الجديدة: "إننا نفخر بفراشتنا، ونعتني بها جيدا".
وتشكل هضبة "ماناغلاس"، التي تتميز بتربتها البركانية الداكنة والثقيلة، وغاباتها المطيرة الكثيفة، آخر ما تبقى من موائل فراشات "الملكة ألكسندرا"، إحدى أندر الحشرات في العالم.
ولا يمانع هواة جمع الفراشات دفع ألوف الدولارات للحصول على فراشة واحدة من ذلك النوع. ويأمل السكان المحليون، ومنهم جو، أن يستفيدوا قريبا من شهية أولئك الهواة.
غير أن الشركات متعددة الجنسيات تعتقد أن تراكمات من النفط والغاز الطبيعي تقبع تحت تلك الجنة الاستوائية، مما يهدد الغابات المطيرة هناك. وقد عثر المنقبون أيضا على النحاس والذهب، وقد بدأت مزارع زيت النخيل في الانتشار في المنطقة.
وتعتبر "المكلة ألكسندرا" مهددة بالانقراض بسبب بيولوجيتها الإنجابية غير العادية. إذ تضع الفراشة بيوضها حصريا فوق نبتة سامة تدعى "الزراوند"، وبمجرد أن تفقس اليرقات، فإنها تبتلع أوراق النبتة السامة، مما يجعلها غير مستساغة للحيوانات المفترسة المحتملة.
وتنمو الزراوند على تيجان أشجار الغابات، التي يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 40 مترا. وزوالها سيتسبب بضياع الفراشات النادرة، وبالتالي فإن زراعة الزراوند تمثل أحد أهداف دعاة حماية البيئة الرئيسية.
ويمكن لتخفيف الحظر التجاري المفروض على تلك الفراشات أن يكون في الواقع فرصتها الأخيرة. فقد يدفع المشترون في السوق السوداء ما يصل إلى 10 آلاف دولار لقاء الفراشة الواحدة.
وقال إدي ماليزا، وهو ضابط بقوات شرطة حماية الحياة البرية: "أيهما أسوأ، بيع بضع فراشات بصورة قانونية أم رؤيتها تقع ضحية للانقراض؟".