"غدي نيوز"
أصدرت بريستول - ثامن أكثر المدن إكتظاظا بالسكان في المملكة المتحدة - عملة محلية خاصة بها: جنيه بريستول. وهكذا، تصبح إحدى أكبر المدن التي تتبنى إصدار عملة تكميلية من أصل أكثر من 2500 مدينة في جميع أنحاء العالم.
وقد تم إصدار 125 الف "جنيه بريستول" للتداول في هذه المدينة البريطانية، ليشتريها أهاليها بنسبة 1 إلى 1 مع العملة الوطنية، الجنيه الإسترليني. ويمكن لأهالي المدينة التعامل بهذه العملة المحلية مع 300 شركة محلية مستقلة إلتزمت بقبول العملة الجديدة. وتم إصدار عدة فئات من "جنيه بريستول" - 1، 5، 10، و20 جنيه - صممها سكان المدينة البالغ عددهم نحو 400 الف نسمة.
لقد أصبحت العملات المحلية واحدة من الآليات البديلة للتبادل النقدي التي تسعى المجتمعات من خلالها لإستكمال - لا أن تحل محلها - استخدام العملات الوطنية عندما تعتقد أنها لا تلبي احتياجاتها. وهناك آليات شعبية أخرى، مثل نظم تداول العملات المحلية، والنظم على شبكة الإنترنت لتبادل السلع والخدمات بقيمة العملة الافتراضية، و"بنوك الوقت" التي تتم فيها التبادلات وفقا لعدد ساعات العمل التي أنفقت على كل سلعة أو خدمة. وقد وجدت مثل نظم التبادل البديلة هذه لأكثر من قرن ولكنها إزدهرت في العقد الماضي. والدافع الرئيسي ضمان بقاء الشركات المحلية عن طريق شراء المستهلكين السلع والخدمات المنتجة في المدينة.
وتحقق العملات المحلية ارتفاعاً في معدلات التداول يتجاوز معدلات تداول العملة الوطنية مما يؤدي إلى زيادة الطلب. ويقول بعض دعاة العملات المحلية ان هذا النشاط الاقتصادي المتزايد يمكن أن يؤدي إلى خفض معدلات البطالة المحلية. ويعتبرون أن العملات المحلية هي وسيلة لمساعدة المجتمعات في تخفيف تأثير الأوقات الاقتصادية الصعبة. واحد الأمثلة المفضلة في هذا الاتجاه هو استخدام نظام تداول العملات المحلية في مدينة فولوس اليونانية (150,000 نسمة) منذ منتصف عام 2010، والذي ساعد العاطلين في الحصول على المنتجات التي لا يمكنهم تحمل نفقتها خلاف ذلك. وفي أسبانيا أيضا، تضاعفت تقريبا "بنوك الوقت" خلال العامين الماضيين ليبلغ عددها نحو 300 بنك. وفي إيطاليا، حظيت "بنوك الوقت" بشعبية متنامية لأكثر من عقد، وذلك جزئيا بسبب التشريعات الوطنية المواتية. وكان هناك نحو 250 بنكا من هذا النوع في عام 2002، ليتجاوز هذا العدد الآن 320.
ويقول بيتر نورث من جامعة ليفربول، إن العملات المحلية في حاجة لبدء "الانتقال من كونها وسيلة للتداول بين الشركات المحلية إلى أدوات لبناء قدرة أكبر على التكيف المحلي من خلال تحفيز الإنتاج المحلي الجديد." وكي يكون لهذه العملات تأثير على إعادة تحويل الإنتاج إلى المواقع المحلية، يقدم "مخترعو" جنيه بريستول حوافز للمنتجين الموجودين ضمن 50 كيلومترا من المدينة للتسجيل في هذا البرنامج، وبالتالي ضمان شراء الشركات المحلية للإمدادات المحلية باستخدام جنيه بريستول.
وبغض النظر عن نطاقها الأوسع، يبدو أن العملات المحلية تجربة للتعلم. فتقول ماري ميلر، عالمة الاجتماع بجامعة نورثمبريا، "الفوائد الملموسة الرئيسية للعملة المحلية هي بناء الاقتصاد المحلي وتمكين مستويات عالية من التفاعل المجتمعي.. كما أن هذا النظام يساعدنا على فهم كيفية عمل النظام النقدي برمته".