"غدي نيوز" – يارا المغربي
قررت مدينة أورلاندو في ولاية فرجينيا الأميركية المضي قدما في مواجهة تغير المناخ التحول التدريجي نحو الطاقات المتجددة، وصولا إلى الاعتماد كليا على الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وفي هذا السياق، صوت مجلس المدينة بالاجماع يوم الثلاثاء 15 آب (أغسطس) لصالح قرار يضع أورلاندو على الطريق الصحيح لاعتماد الطاقة المتجددة، ولتنضم إلى 39 مدينة اخرى، تشمل سان دييغو وأتلانتا وشيكاغو.
فرص عمل أكبر
ويأتي هذا القرار بعد أن اختارت الحكومة الفيدرالية الأميركية الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون من أجل كبح تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري. وفي مواجهة هذا النقص في الدعم الاتحادي، أخذ السياسيون على المستوى المحلي والدولي بالكفاح من أجل بيئة أفضل.
وأشار المحافظ بادي داير، قال بعد صدور القرار إلى أن "هذه الإدارة قررت عدم الوفاء بالتزامنا باتفاق باريس للمناخ، لكن كثيرا من المحافظين في جميع أنحاء البلاد أكدوا أننا إن لم نستطع أن نؤدي واجبنا على المستوى الاتحادي، يجب أن نؤديه على المستوى المحلي".
وكان لافتا للانتباه، إقرار حكومة أورلاندو أيضا بالفوائد الاقتصادية، خصوصا وأن الطاقة الشمسية أصبحت غير مكلفة بالمقارنة مع مصادر الطاقة التقليدية، وتمثل خيارا بيئيا مع مردود مادي واقتصادي، أهم بكثير مما يوفره قطاع الطاقة الأحفورية الملوِّثة، لا سيما وأن الطاقة المتجددة بدأت ترسخ مكانتها في اقتصادات العديد من الدول، وتوفر فرص عمل أكبر بالمقارنة مع قطاع إنتاج البترول.
طاقة الشمس لتوليد الكهرباء
وذكر "مرصد المستقبل" mostaqbal.ae أن مدير الاستدامة في أورلاندو، كريس كاسترو، قال عقب التصويت إن "استخدام طاقة الشمس لتوليد الكهرباء أرخص من استخدام طاقة الوقود الأحفوري، ويشمل ذلك الفحم والغاز الطبيعي. يجب أن نحافظ على قدرتنا على تحمل تكاليف مصادر الكهرباء، وربما يعتقد البعض أنه بالاعتماد على طاقة الشمس ستصبح الكهرباء أكثر تكلفة، وهذا الأمر غير صحيح".
تتطلع المدينة إلى فرص العمل التي سيوفرها اعتماد الطاقة المتجددة. وقال كاسترو أن الطاقة الشمسية أضافت 1700 فرصة عمل جديدة في فلوريدا فى عام 2016، بسرعة فاقت الاقتصاد العام للدولة بمقدار عشرة أضعاف.
مستقبلا أفضل
وفي الولايات المتحدة كاملة توفر الطاقة المتجددة وظائف أكثر من نظيراتها من الوقود الأحفوري، وتضيف وظائف جديدة بمعدل 17 ضعف من الاقتصاد الكلي.
وبحسب المصدر عينه، ليست المدن الجهات الوحيدة التي تلتزم بأهداف الطاقة النظيفة، إذ قدمت دول مختلفة تعهداتها الخاصة، وشكّلت أربع عشرة دولة منها تحالفا لإبقاء الولايات المتحدة متماشية مع أهداف اتفاق باريس للمناخ. ووضعت دول خارج الولايات المتحدة بما فيها اسكتلندا واسبانيا والإمارات العربية المتحدة و47 دولة أخرى أهدافها الخاصة بالاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100بالمئة بين عامي 230 و 2050.
وتعتبر هذه التعهدات ضرورية جدا، خصوصا إذا علمنا أن كوكبنا بحاجة ماسة لمشاركة جميع الحلفاء في الكفاح من أجل بيئة أفضل، ما يؤمن مستقبلا أفضل للأجيال الجديدة، بعيدا من تبعات تغير المناخ المدمرة لكافة مظاهر الحياة في العالم.