"غدي نيوز"
أقيمت ندوة بعنوان "حوار حول النفط في البر اللبناني"، بدعوة من الحركة الثقافية - انطلياس، في مركز الحركة في دير مار الياس انطلياس، حاضر فيها العالم البروفسور داني عازار، وحضرها أعضاء الحركة وأصدقاؤها وحشد من المتخصصين والمهتمين.
خليفة
بعد النشيد الوطني، رحب الدكتور عصام خليفة بالمحاضر والحضور باسم الحركة الثقافية مشيرا الى أنه "كان للنفط الأهمية القصوى في صراع الدول الكبرى للسيطرة على الشرق الأوسط. ومن يطلع على محاضر مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية الأولى (اتفاقية سان ريمو نيسان/ابريل 1920) يلاحظ الأولوية التي أعطيت لأن تكون احتياطات النفط المتوقع ظهورها في بلاد ما بين النهرين مشتركة بين فرنسا وبريطانيا العظمى. وقد ضغطت اميركا لاحقا لتأخذ حصتها. وهكذا تم التقاسم بين الأطراف الثلاثة (لكل منهم 23.75 بالمئة) وحصل غولبنكيان على 5 بالمئة".
ولفت الى أن "معاهدة 1936 بين لبنان وفرنسا ارجئ إقرارها في البرلمان الفرنسي لأن 5/3 استهلاك فرنسا من البترول كانت تستورد من طرابلس (لبنان). وكانت فرنسا في ذلك الوقت تتهيأ لمواجهة الخطر النازي".
واعتبر خليفة أن "حرص اميركا على استمرار سيطرتها، في المرحلة الحالية، على نفط وغاز الشرق الأوسط يرتبط بالصراع الدولي (بمواجهة الصين وروسيا وأوروبا)".
وقال: "يتصور البعض ان وجود النفط هو بمثابة نعمة للشعوب، لكن ثمة أثرا سلبيا أكيدا على بنية دول تلك الشعوب. فطالما هيأت مخزونات النفط لنشوب الحروب الأهلية، والترابط واضح: السودان، انغولا، اليمن، كولومبيا، بورما/ماينمار، اندونيسيا، نيجيريا، الجزائر، الكونغو، ومؤخرا العرق وسوريا. مع العلم ان النفط لا يكون العامل الوحيد في اندلاع تلك الحروب".
أضاف: "منذ العام 1926 صدر عن المفوض السامي هنري دي جوفينيل De Jouvenel قرار يجيز التنقيب عن الثروات الجوفية في لبنان لا سيما النفط. وقد تأسست عدة شركات للتنقيب عن النفط في لبنان، لكنها انهارت. وقد حفرت على التوالي بعض الآبار: تربل، عام 1947، بعمق 3075م. يحمر، عام 1953، بعمق 2672م. القاع، عام 1960، بعمق 2557م. عدلون، عام 1960/1961، بعمق 2150م. تل ذنوب، عام 1962، بعمق 1421م. سحمر، عام 1963، بعمق 1433م. عبرين، عام 1966/1967، بعمق 650م".
وأشار الى "بقاء الاهتمام بهذا القطاع مهمشا الى ان بدأ في مطلع الالفية الثانية الاهتمام بالحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط".
وقال: "في العام 2002 نفذت شركة TGSNOPEC مسحا زلزاليا وصرحت، اثر المسح، ان "آفاق النفط العملاقة تكمن في الجزء الأعلى من شرق حوض البحر المتوسط" (أي المنطقة التي يتواجد فيها لبنان).
ورأى أنه "بعد بدء الإجراءات الرسمية لاستحداث القوانين الناظمة لهذا القطاع عام 2013 وحصول تلزيم لبعض البلوكات لشركات عالمية، يتوجب على أية سياسة نفطية ان تتناول كافة القطاعات (التوزيع والمصافي، التخزين والنقل والاستخراج والإنتاج).
وشدد خليفة على أن "على المسؤولين تعزيز البحث العلمي في هذا المجال من خلال تقوية اقسام الجيولوجية والبترول في كلية الهندسة بالجامعة اللبنانية".
عازار
بعد ذلك قدم البروفسور عازار، الذي كرمته الحركة كعلم ثقافة في المهرجان اللبناني للكتاب (العام 2017) كونه من العلماء اللبنانيين اللامعين الذين يمكن ان يتسلموا المسؤوليات في مجال التهيئة للمرحلة البترولية الجديدة، والذي قام بورشة كبرى مع طلابه وبعض زملائه لاستكشاف الأماكن التي يوجد فيها بترول او غاز في البر اللبناني، عرض power point تطرق فيه لحيثيات الموضوع حاز إعجاب الحضور.