"غدي نيوز" – إعداد قسم العلوم البيئية
في خطوة يعلق عليها العلماء آمالا كبيرة في سعيهم الدائم لمعرفة وتحليل ظاهرة الاحتباس الحراري، انطلقت مجموعة من الباحثين الدوليين في رحلة تستمر لشهر واحد (مسافة 10 آلاف كلم)، الهدف منها دراسة وتوثيق أثر تغير المناخ على الجليد في أقصى الشمال.
وأوضح الباحثون في هذا المجال، أنه بمجرد دخول السفينة "نورديكا" Nordica الممر الشمالي الغربي، الذي يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادىء، لم يكن هناك أي مكان للتوقف من أجل الحصول على الإمدادات، أو حتى طلب المساعدة على مسافة مئات الأميال.
انخفاض الجليد البحري
وفي حال أدى الاحتباس الحراري إلى ارتفاع حرارة أجزاء من الكوكب، فإن أفضل توصيف للقطب الشمالي في هذه الحالة، يتمثل في اعتباره وحدة تكييف الهواء الرئيسية على الأرض، وفق ما ذكر موقع صحيفة "الدايلي ميل" dailymail.co.uk البريطانية في الرابع عشر من آب (أغسطس) الجاري.
وبجسب العلماء، فإن الشمال المتجمد يلعب دورا حاسما في تبريد بقية كوكب الأرض، حيث يعكس جزءا من حرارة الشمس إلى الفضاء، غير أنهم أعربوا عن أسفهم، لأن الحرارة بدأت بالارتفاع أيضا في هذا الجزء من الكوكب، وكان العام الماضي الأكثر سخونة في منطقة القطب الشمالي.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية على مدى عقود عدة ، انخفاضا كبيرا في نسبة الجليد البحري ضمن القطب الشمالي، الأمر الذي يؤثر بالفعل على حياة البشر والحيوانات في المنطقة.
ويقول العلماء إن الجليد البحري سيختفي إلى حد كبير من القطب الشمالي، خلال فصول الصيف في العقود القليلة المقبلة، ويتوقعون أن يصل تأثير ذوبان الجليد إلى نصف الكرة الأرضية الشمالي، حتى فلوريدا أو فرنسا.
وسعى الباحثون في الرحلة إلى رؤية آثار الاحتباس الحراري العالمي بشكل مباشر، حيث رُصد في البداية من الفضاء.
فقدان المزيد من الأنواع الحية
وقد غادرت السفينة مدينة فانكوفر Vancouver في أوائل تموز (يوليو) الماضي، ووصلت منطقة "نوك" Nuuk في غرينلاند Greenland ، يوم 29 تموز (يوليو)، وبمرور الوقت وصلت السفينة إلى نقطة Point Barrow، على الطرف الشمالي من آلاسكا، حيث كانت قطع الجليد تطفو على سطح البحر.
وبحسب موقع RT الروسي، أشار الباحثون إلى أنه عندما أبحرت السفن عبر المياه القطبية الشمالية قبل أكثر من 30 عاما، فإن حزم الجليد كانت ممتدة مسافة 50 ميلا في الجنوب الغربي، خلال منتصف شهر تموز (يوليو).
أما الآن، فبلغت درجة الحرارة في الهواء الطلق نحو 8.3 درجة مئوية، وتثير ظاهرة الاحتباس الحراري مشكلة تأثر الدب القطبي ومجموعة من الحيوانات والنباتات، باختفاء الجليد البحري الذي تعتمد حياتها عليه.
وتقول باولا فون ويلر Paula von Weller، عالمة الأحياء التي كانت ضمن الرحلة: "مع فقدان المزيد من الجليد سنفقد المزيد من الأنواع الحية غير القادرة على التكيف مع تغير المناخ خلال فترة معقولة من الزمن".
ويذكر في هذا المجال، أن أعمال البشر تزداد في القطب الشمالي، بحثا عن مصادر غير مستغلة من المعادن والوقود الأحفوري، ما أثار القلق لدى علماء البيئة.