"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
تمنحنا الطبيعة كل شيء بالمجان، كالهواء الذي نتنفسه والمياه التي نشربها، وحتى الحيوانات والنباتات التي تشاركنا مجالنا الحيوي تسدي لنا خدمات بالمجان أيضا، ولكن بالمقابل، ماذا قدمنا نحن للطبيعة سوى المزيد من النفايات والتلوث في المياه والأرض وساهمنا كبشر بصورة رئيسية بالإحترار المناخي، وفي وصول أنواع عديدة من النباتات والحيوانات إلى حافة الإنقراض، فضلا عن آلاف الأنواع التي انقرضت فعلا بسبب ممارساتنا الجائرة بحق الطبيعة الأم.
وفي هذا السياق، وإن كان لا بد من استمرار الحياة والعمل والإنتاج الزراعي والصناعي المستدام، فثمة طرق للتخفيف من الآثار البيئية أو ما يسمى بالبصمة الكربونية التي نساهم بها، ولكن الأهم هو جعل ممارستنا التخفيفية عادة مستمرة، ليكون لها تأثير فاعل، وفي ما يلي بعض هذه الطرق:
-لمبات التوفير: اعتبرت لمبات التوفير في السابق إحدى الحلول البيئية الناجعة للتخفيف من استهلاك الكهرباء، ولكن للأسف تبين أن هذه اللمبات تحتوي على الزئبق، وهو مادة سامة خطرة، ويتمثل الحل باستعمال لمبات التوفير من نوع LED.
-زرع حديقة منزلية: تعتبر الزراعة المنزلية من أفضل الطرق لتعود نفسك وأطفالك على التواصل مع الطبيعة والبيئة، فيمكن من خلالها معرفة مصدر الغذاء والتربة والمحافظة عليها، أو يمكن استعمال أوعية على الشرفة، خصوصا من النباتات العطرية المستعملة في الطهي، ومن جهة ثانية توفر مبالغ كبيرة من استهلاك الأعشاب العطرية بشرائها، خصوصا إن كان مصدرها من أماكن بعيدة.
-اعتماد تدوير النفايات العضوية: إن تواجد لديك مكانا حول الحديقة يمكنك أن تدور المواد العضوية بإنشاء حفرة عميقة، وطمر بقايا الخضار والفواكه فقط بالتراب، والطريقة تتم كما على الرابط التالي:
http://www.sheknows.com/living/articles/806069/compost-gardening-guide
وإن لم يتواجد لديك مكان، يمنحك هذا الرابط طريقة بسيطة لتدوير المواد العضوية لاستعمالها كسماد في وعاء قمامة كبير.
http://theartofsimple.net/how-to-make-a-compost-bin/
-الأدوات الكهربائية: تبديل الأدوات الكهربائية بحال عطبها وعدم صلاحيتها للاستعمال بأخرى تحافظ على البيئة.
-استعمال الاكياس التي يمكن استعمالها عدة مرات للتسوق: بالتحول من استعمال الأكياس المعدة للإستعمال لمرة واحدة بأكياس يمكن استعمالها بعدة طرق.
-استعمال نوع من قناني المياه يمكن استعماله عدة مرات: ويمكنك عندئذ أن تملأها من المنزل والتوفير ماديا، بدلا من قناني المياه البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة فقط.
-إغسل الثياب بالمياه الباردة بدلا من الساخنة، فقد بينت التجارب أن غسل الثياب بالمياه الباردة أفضل وأوفر على جيبتك والبيئة، ومن دراسة فعالية المنظفات وجد أن معظمها يعمل بصورة أفضل على درجات حرارة منخفضة، ويمكن للمهتمين متابعة هذا الرابط ليعرفوا أسبابا إضافية:
http://io9.gizmodo.com/why-are-you-still-washing-your-clothes-in-warm-water-1706931003
كما أن اعتماد نشر الغسيل في الهواء الطلق يساعد بتوفير استخدام النشافة الكهربائية وبالتالي الطاقة.
-استعمال سيارة واحدة لمجموعة من الموظفين: وتسمى Car Pooling بدلا من استخدام كل موظف سيارة، أو اعتماد النقل العام، وبذلك تساهم بالتخفيف من التلوث وأزمة السير واكتظاظ الطرق، فضلا عن الراحة من القيادة ومن البحث عن موقف للسيارة وتزيد من الروابط الإجتماعية بين الأشخاص.
-حاول الإستفادة من الأنوار الطبيعية: إفتح الستائر وتمتع بالنور الطبيعي، ودع الأنوار مطفأة قدر الإمكان، كما حاول ألا تدع الأجهزة موصولة بالكهرباء في حال عدم استعمالها كشاحن الهاتف، التلفاز، المحمول الشخصي (لابتوب) laptop خصوصا ليلا وغيرها.
-لا تسرع في القيادة: وحاول أن تظل ضمن السرعة المحددة للتوفير في الوقود، كما حاول جمع كل ما تحتاجه لمنزلك في زيارة أسبوعية واحدة، أو حاول المشي أو قيادة الدراجة للمسافات المعقولة، وبذلك يمكنك المحافظة على صحتك أيضا!
-تسوق من أقرب سوق إليك: واشترِ المواد والمنتجات المحلية وغير المستوردة وفي مواسمها وبذلك توفر في تكاليف شحن هذه المواد، وبذات السياق، استخدم المطاعم المحلية الأقرب لك.
-إعادة استعمال أوراق الدفاتر المستعملة: مثل الدفاتر المستعملة، وما ينتج عن آلة الطباعة، أو ليستعملها أطفالك للرسم والتلوين، من جهة ثانية، استعمل جانبي الورقة.
-إصلاح الحنفيات والمواسير التي يمكن أن ترشح للتوفير في المياه، وبالتالي تساهم بالتخفيف من استهلاك المياه، كما أن عزل منزلك جيدا، يوفر في الطاقة المستهلكة في التبريد والتدفئة!
-لا ترم المناشف والثياب القديمة، بل استعملها كخرق للتنظيف، بدلا من استخدام المناديل الورقية لتنظيف السوائل أو استعمل الفوط التي يمكن غسلها واستعمالها مرة أخرى.
-أعد استعمال الأواني الزجاجية التي تشتريها: إملأ الأواني الزجاجية ببقايا الطعام، أو المكسرات وغيرها، ومن الأفضل محاولة التحول عن الأواني البلاستيكية الضارة بالبيئة نحو الأواني الزجاجية.
-التحول إلى الطاقة المتجددة: إن استطعت حاول التحول إلى الطاقة المتجددة، من شمس ورياح، أو شراء سيارة تعمل على الطاقة الكهربائية أو سيارة هجينة hybrid car.
وثمة الكثير من الطرق، وقد تجد ممارسات بيئية مستدامة بنفسك، وربما الأهم في كل هذه المقاربة البيئية لمنزل أخضر، أن يبدأ الأطفال بالوعي بالأمور البيئية منذ صغرهم، وأن يقلدوا الكبار، بعدم رمي النفايات من السيارات، وتعلم ثقافة التدوير والتخفيف والتسبيخ، والإنتباه بإقفال كافة الأضواء وفصل الأدوات الكهربائية حال الفروغ من استعمالها، فكونوا قدوة لهم، فما تصنعه اليوم سترثه الأجيال القادمة.