خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
اكتشف العلماء حيوانات صغيرة ترشح الغذاء في محيطات العالم، ومن ضمنها أجزاء من البلاستيك تفرزه على شكل كريات تغوص إلى قاع المحيط.
وقد أدى سلوك التغذية لدى هذه المخلوقات، المعروفة باسم الـ "ليرفانات" Larvaceans إلى نقل كميات هائلة من اللدائن الدقيقة من البلاستيك من الطبقات العليا من المحيط وصولا الى الأعماق، ولهذا السبب، فإن الدراسات الاستقصائية وجدت كميات البلاستيك العائم في المحيطات أقل بكثير مما كان متوقعا.
قد يبدو إن اختفاء وإزالة البلاستيك من المياه السطحية للوهلة الأولى أمرا جيدا، ولكن هذا ليس هو الحال بالضرورة، تقول البروفسورة كاكاني كاتيجا Kakani Katija من "معهد بحوث أحواض الأسماك "Monterey Bay Aquarium Research Institute في مونتيري باي في كاليفورنيا: "هذا يعني أن البلاستيك مشكلة أكبر بكثير من السطح فقط"، وأضافت "ان لديها القدرة على التأثير على الكائنات الحية على أعماق مختلفة في كافة أنحاء المحيطات".
وقالت زميلتها أنيلا تشوي Anela Choy "يمكن لهذا الأمر أن يؤثر علينا أيضا"، وأضافت تشوي: " فنحن نأكل الكثير من الحيوانات التي تعيش في قاع البحر، مثل سرطان البحر".
نقل البلاستيك
وبينما مصطلحات مثل "بقعة قمامة المحيط الهادئ العظيمة " “Great Pacific Garbage Patch” تعيد إلى الأذهان مناظر الجزر العائمة من القمامة، فإن معظم البلاستيك في المحيطات يتكون من قطع صغيرة مجهرية وغير مرئية للعين البشرية "مايكروبلاستيك" Microplastics، وقد توصل العلماء إلى نتيجة مفادها أن كمية المايكروبلاستيك مجتمعة قد تصل في العام 2025 إلى 250 مليون طن.
لمعرفة ما يحدث للبلاستيك، درست كاتيجا وتشوي هذه اليرقات، وهي عبارة عن حيوانات تتغذى بطريقة التصفية filter-feeding animals وترتبط بالفقاريات من ناحية التطور إنما بصورة بعيدة، وقد وجد أن بعض أنواعها ترشح حوالي 80 ليترا من مياه البحر في الساعة، وركزت الباحثتان على اليرقات العملاقة واسمها العلمي Bathochordaeus stygius، وفيما أجسام هذه المخلوقات التي تشبه صغار الضفادع "الشادب" tadpole-like creatures لا تتعدى بضعة سنتيمترات، إلا أن المادة المخاطية التي تفرزها أو "المنازل" يمكن أن يتعدى طولها المتر، وتستخدمها هذه المخلوقات كمرشح لتصفية مياه البحر للحصول على الغذاء.
وقد أظهرت الدراسات السابقة التي قامت كاتيجا أن هذه الحيوانات تعمل على تصفية كميات هائلة من مياه البحر كل عام. وقالت : "إنها كائنات مهمة بشكل لا يصدق في الأعماق المتوسطة mid-waters".
البلاستيك العائم
استخدمت العالمتان مركبة تعمل عن بعد لنثر حبيبات بلاستيكية صغيرة بالقرب من هذه اليرقات العملاقة الفردية وراقبتا ما يحدث، وقد أجريت التجارب على أعماق تتراوح بين 200 و 400 متر.
ولاحظت العالمتان أن بعض الكريات البلاستيكية علقت بالصدفة في المنزل المخاطي، وتم التخلص منها بانتظام، بينما تم تناول البعض الآخر وإخراجها في الكريات البرازية، وبعد اكتظاظ المنازل ببقايا الطعام وخصوصا الكبيرة والتي لم تستطع هذه المخلوقات تناولها، تتخلص هذه المخلوقات من المنازل المهملة وكريات البراز التي تغوص إلى قاع البحر، ويمكن أن تؤكل هذه البقايا من قبل الحيوانات الأخرى وهي في طريقها نحو الأسفل.
وتغوص الكريات البرازية المحتوية على البلاستيك ببطء أكثر، كون البلاستيك يبقيها طافية، وبالتالي من المرجح أن تؤكل من قبل المخلوقات البحرية بشكل أكبر، وقال ماثيو كول Matthew Cole من "جامعة إكستر" University of Exeterفي المملكة المتحدة، أن فريقه قد أظهر هذا في التجارب المخبرية باستخدام نوع آخر من الحيوانات البحرية الصغيرة الوفيرة ويسمى المجدافيات أو الكوبيبودا copepods.
وقال كول: "من الممكن أن تتاح الفرصة للبلاستيك بأن يؤكل مرة أخرى وقد يتسبب بأثر، ربما لحيوان آخر".
ومن غير الواضح حتى الآن كيف تؤثر اللدائن الدقيقة من البلاستيك على الكائنات التي تأكلها.
لقراءة الدراسات:
http://advances.sciencemag.org/content/3/8/e1700715.full
http://pubs.acs.org/doi/abs/10.1021/acs.est.5b05905
لمشاهدة مقاطع الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=L1wFb_ShW7k
https://www.youtube.com/b7e76f09-f1f6-4647-9f55-1a68783e79a8
https://www.youtube.com/watch?v=fJx2vd8z894