"غدي نيوز" - إعداد سوزان أبو سعيد ضو
خلصت دراسات عدة حول ثمار الرمان، أهمية هذه الفاكهة، التي تعرف أيضا بـ "فاكهة الآلهة"، ولعل القدماء أدركوا قبلنا أهمية هذه الثمار، فأسبغوا عليها هالة من التقدير في هذا التوصيف الذي يحمل دلالات مهمة.
لكن أهم هذه الدراسات، هي تلك التي أعدها باحثون في معهد "كاتالان لعلوم القلب والشرايينCatalan Institute for Cardiovascular Sciences (ICCC)" في إسبانيا، والتي بينت أن تناول الرمان يساعد على حماية الأوعية الدموية والوقاية من أزمات القلب والسكتات الدماغية الحادة.
هذه الدراسة تعتبر الدراسة الأولى من نوعها في تركيزها على الحماية للقلب والشرايين بواسطة البوليفينول polyphenols، وهي المواد الموجودة داخل النباتات والتي تقوم بهذه الخاصية وتؤمن المنافع العلاجية.
وكانت هذه الدراسة قد أجريت على الخنازير، وقد اختيرت هذه الحيوانات تحديدا لكونها الأقرب للانسان فيزيولوجيا من حيث الدورة الدموية، فضلا عن القلب والشرايين المشابهة لما هو موجود لدى البشر.
وقد اطعمت هذه الخنازير وجبات دسمة تسببت بضرر للشرايين والأوردة، وخصوصا الغلاف الداخلي أو البطانة endothelium، وهي المسؤولة عن اطلاق المواد التي تسبب تمدد وانبساط الشرايين.
واي ضرر يصيب هذه البطانة يعتبر الخطوة الاولى فيما يعرف بتصلب الشرايين atherosclerosis الذي يتسبب بالمحصلة بالذبحات القلبية والسكتات الدماغية.
وقد لاحظ العلماء أن الأوعية الدموية للخنازير التي تضمنت وجباتها موادا غنية بالمواد الدهنية كانت شرايينها أقل مرونة. ولم تكوّن خلايا البطانة غاز أوكسيد النيتريك بكمية كافية، وهو الغاز المسؤول عن توسع الأوعية الدموية، وغيرها من العلامات الدالة على مشاكل في القلب.
إلا أن جرعة يومية من Pomanex وهو متمم غذائي مكون من مادة البوليفينول التي تسمى punicalagins، أدت الى الحد من العديد من الآثار السلبية، كما ورد في الدراسة وفي مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب قبل سنوات عدة.
وقالت الباحثة الدكتورة لينا باديمون Badimon Lina من معهد كاتالان لعلوم القلب والأوعية الدموية في إسبانيا "يمكننا عن طريق تزويد النظام الغذائي للأشخاص بمادة البوليفينول المستخرجة من ثمرة الرمان أن يساعد في منع وتأخير الخلل في بطانة الشرايين، التي تعتبر من أوائل علامات تصلب الشرايين والسكتات الدماغية".
وهذه هي المرة الأولى التي تتصدر فيها ثمرة الرمان العناوين الصحية للمجلات الطبية في أوروبا.
وكانت الدراسات السابقة قد أثبتت بأن الرمان له قدرة كبيرة على خفض ضغط الدم عبر تقليص كمية هرمونات الإجهاد التي يفرزها الجسم.
هذا ويذكر في هذا السياق أن دراسة أميركية سابقة أجريت على ألف شخص في واشنطن تناولوا عصير الرمان يوميا ولمدة 6 الشهر، تبين أنهم أذابوا في فترة وجيزة الخلايا الدهنية حول المعدة بعد توقفها عن النمو. فالرمان يساعد على تخفيض الحمض الشحمي في البطن.
وقال باحثون أميركيون في وقت سابق إن تراكم الدهون حول منطقة الخصر التي تؤدي إلى بطن مترهل يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
وقال الباحثون بمستشفى بريغهام في بوسطن إن تراكم الدهون في هذه المنطقة بشكل خاص، حتى في حال عدم المعاناة من الوزن الزائد، يشكل خطرا كبيرا أكثر من السمنة، أو تراكم الدهون في مناطق أخرى، موضحين أن البطن المترهل يمكن أن يكون قاتلا لأنه معبأ بـ "دهون ضارة".
وقد فحص الباحثون، حجم الدهون الموجودة حول البطن لثلاثة آلاف و86 رجلا وامرأة تبلغ متوسط أعمارهم 50 عاما، ثم فحصوا أيضا أنسجة القلب والشرايين الخاصة بهم.
وقال القائمون على الدراسة "نعرف بالفعل أن تراكم الدهون بشدة حول البطن يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب، لكن هذا البحث يؤكد وجود خطر أكبر حتى إذا كنت تتمتع بمؤشر كتلة جسم طبيعي".
وكشفت دراسة علمية قديمة عن دور قشور الرمان في محاربة الالتهابات الموضعية التي يسببها نوع من البكتيريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية، الأمر الذي قد يُسهم في إيجاد علاجات جديدة لهذا النوع من الالتهابات.
كما أن الرمان يقضي على بعض الضرر الذي تخلّفه المأكولات السريعة، فهو يساعد الأوعية الدموية ويقي من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
وافادت دراسة ان تناول جرعة يومية من متمم يحتوي على "بوليفينول" مستخرج من الرمان ألغى الكثير من التأثيرات الضارة.
وفي دراسة أخرى، فإن كوبا واحدا من عصير الرمان يوميا يحسن تدفق الدم إلى القلب بنسبة أكثر من الثلث لدى الأشخاص الذين لديهم انسدادا في الشرايين نتيجة تراكم الكولسترول.
وقد بينت دراسة اخرى، أجريت على 58 شخص من كلا الجنسين ان لتناول الرمان على شكل عصير وبشكل يومي لمدة اسبوعين القدرة على زيادة نسبة التستوستيرون في الدم، وبالتالي الرغبة الجنسية عند كلا الجنسين. وقد بينت هذه الدراسة كذلك انخفاضا في ضغط الدم وتقليل في نسبة التوتر والمشاعر السلبية.
والرمان واحد من أقدم الفواكه المزروعة، وكان الرمان يعد لدى الشعوب القديمة رمزا للخصوبة، والموت والخلود. وكان يعتقد البعض أن الفاكهة المحرمة في جنة عدن هي الرمان لا التفاح.
ولب الفاكهة هو العنصر الرئيسي من شراب الرمان الغرانادين grenadine، ويستخدم في التوابل والكوكتيلات والمشروبات الغازية، وفي بلادنا يتم تحضير دبس الرمان اللذيذ.