"غدي نيوز"
ألقى العلماء نظرة جديدة على التنوع البيولوجي أسفل المحيطات، حيث اتضح أن ثلثي الكائنات البحرية غير معروفة بالنسبة للبشر وأن معظم الأنواع التي لم تكتشف بعد تعيش في أعماق سحيقة داخل المحيطات.
حاول الباحثون منذ أن وضع العالم، كارل لينيوس، أسس علم النظام البيولوجي في منتصف القرن الثامن عشر، حاولوا جاهدين تقدير عدد الأنواع التي تعيش على الأرض، ومدى تنوعها الكبير، والتغيرات التي طرأت عليها عبر التاريخ الطويل، حيث أكد الخبراء أن هذه الأسئلة وعلى الرغم من التطور الكبير لم تتم الإجابة عنها بعد.
ويعرف العلماء في يومنا هذا، أكثر من مليون ونصف مليون نوع تقريبا، لكن الخبراء يدركون أن هذا ليس سوى جزء بسيط من التنوع البيولوجي الحقيقي الذي تملكه الأرض.
وبحسب العلماء ، فإن اختلافات عدد الأنواع تعتمد على طريقة حسابها، حيث قد تسبب الطرق المختلفة فوارق كبيرة من حيث الأعداد والتنوع قد تمتد من 300 ألف وقد تصل إلى مليون، ويكفي الإشارة إلى أنه يوجد أكثر من 5 ملايين نوع من أنواع الفطر على كوكبنا.
وتم إجراء التقييم الأكثر دقة في عام 2011 من قبل علماء من أمريكا وبريطانيا وكندا. وفقًا لدراستهم، يعيش ما يقرب من 8.7 مليون نوع على الأرض، منها 7.7 مليون نوع من الحيوانات.
86% من أراضي الكوكب "غامضة" و91% من الكائنات البحرية لم تكتشف بعد
ونوه الباحثون إلى أنه لم يتم اكتشاف ما يقرب من 86% من أراضي الكوكب وهي ما زالت "غامضة"، و91% من الكائنات البحرية لم تكتشف بعد، حيث انطلق الخبراء من عدد الأصناف المعروفة وبدأوا من حقيقيات النوى فقط (الكائنات الحية التي تحتوي خلاياها على نوى)، أي أن البكتيريا والعتائق لم تؤخذ في الاعتبار.
وبحسب المقال المنشور في "ريا نوفستي"، فإن الغالبية العظمى من الأنواع المعروفة بالنسبة لعلماء الأحياء هي من سكان الأرض على اليابسة، أما قاع البحر فهو بالنسبة لعلماء الأحياء هو أرض مجهولة تمامًا وغامضة.
وشدد العلماء على أن المناطق التي يطلق عليها اسم السهول السحيقة، والتي تقع على أعماق من 4 إلى 6 كيلومترات وتحتل نحو 40% من مساحة قاع المحيط، هي مناطق مجهولة.
كل شبكة صيد تحمل معها كائنا جديدا
"مع كل عملية جر للشباك ومع كل عينة من الرواسب التي يتم جمعها عن طريق الرفع من القاع تجلب معها اكتشافات جديدة، بالإضافة إلى الرحلات الاستكشافية، لذلك، فإن الأرقام السابقة غير صحيحة، أي يوجد أعداد أكثر بكثير".
استخدم علماء الجيولوجيا البحرية من سويسرا والنرويج وفرنسا وأمريكا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا وبولندا طريقة جديدة لتحليل المواد الوراثية البيئية (eDNA) لتقييم التنوع البيولوجي للمحيطات.
الإنسان اكتشف 10% من الأصناف في قاع البحر
ودرس الباحثون التسلسل الشامل لـ eDNA (الدي إن أي) على ما يقرب من 1.7 ألف عينة، من رواسب أعماق البحار في جميع أحواض المحيطات، تم جمعها في 15 بعثة بحرية بمشاركة أكثر من 2000 باحث، حيث حصل الباحثون على 2 مليار تسلسل من (DNA)، حيث كشف عن عدد هائل من الجينات لمخلوقات غير معروفة، الأمر الذي وصف بـ"الفجوة في التنوع البيولوجي".
واتضح أن تنوع الكائنات الحية في قاع المحيط أكبر بثلاث مرات على الأقل مما هو عليه في الماء، تبين الأبحاث أن معرفتنا حول التنوع البيولوجي تشكل فقط سطح الأرض، أما بالنسبة لأعماق البحار، نعرف نحو 10% فقط من الأنواع.
وبيّن الخبراء أن أكثر النظم البيئية "كثافة سكانية" هي الغابات الاستوائية على الأرض والشعاب المرجانية في المحيط، لكن تظهر البيانات الجديدة أن سهول أعماق البحار قادرة تمامًا على منافستها بشدة، حيث يعيش مليون نوع في كل منطقة.
وأكد العلماء على أن قاع البحر، على عمق 4 إلى 5 كيلومترات، يبدو ظاهريا بلا حياة، لكن الحقيقة مختلفة تماما ومخادعة، حيث يعيش هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات، إنها غير مرئية للعين المجردة، هي صغيرة جدًا، إن حجم الحيوانات بحوالي أجزاء من المليمتر، لكن ثراء الأنواع هو ببساطة أمر لا يصدق.
سبوتنيك -