"غدي نيوز" – قسم التحقيقات
غالبا ما نتحدث عن المافيا الإيطالية، حتى ارتبط هذا التوصيف، أي "المافيا" بعصابات كبيرة في كافة أنحاء العالم، ولا سيما منها تلك العصابات المنظمة والمتخصصة في مجال تزوير العملات والاتجار بالمخدرات وإدارة ملاهي القمار، فضلا عن الاتجار بالبشر، أولادا ونساء، وتنظيم أسواق البغاء، دون أن ننسى أن ثمة مافيات رسخت جذورها في بعض دول أميركا الجنوبية وفي الولايات المتحدة الأميركية، وعدد من دول العالم من مشرقه إلى مغربه.
لكن، قلما سمعنا عن المافيا اليابانية، وتعرف باسم "الياكوزا"، فقد نشرت مواقع عالمية عدة مؤخرا تحقيقات عن "الياكوزا" فكم يبلغ عدد أفرادها؟ وما هو أسباب "ازدهارها" وغناها؟
أشهر المافيات العالمية
وفي هذا السياق، ووفقا لموقع "سبوتنيك" الروسي، تعتبر "الياكوزا" أو المافيا اليابانية، إحدى أشهر المافيات العالمية "ازدهارا" وتحقيقا للغنى، ويتراوح عدد أعضائها ما بين 80 ألف إلى 110 ألف شخص، حيث وصل دخلها في العام 2015 الى أكثر من 80 مليار دولار أميركي.
تعود جذور المافيا اليابانية الى العصور الوسطى، ويعتقد بأن أسلاف المافيا الحالية كانوا يسمون بـ"بوريكودان"، حيث كانوا عبارة عن بائعين متجولين وعشاقا للقمار، وكانوا منبوذين من عامة الشعب.
وتشتهر المافيا اليابانية بعدد من التقاليد والقوانين ومنها الوشم، حيث يغطي جسد أعضاء هذه المافيا وشم ذو دلائل لا يعرفها سوى أعضاء المجموعة.
ولذلك يفضل أعضاء المافيا اليابانية الملابس التي تغطي كامل الجسد وتمنع إظهار وشومهم.
وفي ما يتعلق بالعقوبات فيوجد لدى "الياكوزا" قوانينها الخاصة، حيث يعاقب الفرد لدى إرتكابه خطأ، بقطع إصبع من يده، ويقوم الشخص نفسه بقطع إصبعه.
التسلسل الهرمي
هذا و يرتبط أعضاء المافيا بروابط قوية، حيث يعتبرون كالأخوة، حيث يوجد الزعيم ورجل يعتبر يده اليمنى، ويطلق عليه أسم "أويابون"، ويعتبر كبير المستشارين.
ومن ثم يأتي "سانورو كاي" وهم مجموعة من المستشارين، ليأتي بعدهم في التسلسل الهرمي "سو خومبوتي" أو ما يعرف برئيس الأركان، ومن ثم الأخوة.
في اليابان هناك أكثر من 20 عشيرة من "الياكوزا" أكبرها ياماغوشي - غومي، سوميسي - كاي وإيناغاوا - كاي، حيث يشكل أعضاء هذه العشائر 70 بالمئة من "الياكوزا".
هذا وتمارس"الياكوزا" أنشطة متعددة، منها البغاء والقمار وتجارة الأسلحة والتهريب، وتحاول أن تجعل تجارتها قانونية، حيث تستخدم أموالها في مشاريع عمرانية وترفيهية.
وتحاول الحكومة اليابانية الحد من أعمال هذه العصابات، التي لم تعد سرا، حيث تمتلك الحكومة اليابانية عناوين ومواقع بعض هذه العصابات.