"غدي نيوز" – مروة هلال
كتب الكثير عن إعصاريْ "هارفي" Harvey و"إرما" Irma، وسيكتب أكثر أيضا، إذ لم تعد الأعاصير مجرد ظاهرة مناخية معتادة، لا بل أصبحت غير منفصلة عن تبعات تغير المناخ وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن هنا، فإن ما شهدته الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الأطلسي، يندرج، وفقا لعلماء المناخ ضمن ما بات يعرف بالظواهر المناخية المتطرفة.
صحيح أن الأعاصير هي جزء من دورة المناخ، لكن ما نراه منذ إعصار "كاترينا" و"ساندي" شكل مسارا غير معهود من قبل، إن لجهة حجم الأعاصير ومدتها وقوتها، فالأعاصير المدمرة كانت تضرب كل خمسين سنة، فيما نراها اليوم تضرب على نحو متواتر، والآتي سيكون أعظم، إذا لم نبادر إلى معالجة الأسباب.
مثال خفيف
وفي هذا السياق، أفاد باحثون من "جامعة إيست أنجيليا" University of East Anglia في انكلترا، بأن ما وصفته بـ "الطقس المرعب" الذي اجتاح المحيط الأطلسي هو مجرد "مثال خفيف" على أمور أخرى قادمة.
وقد تعرّضت الأميركيتان (الشمالية والجنوبية)، لإعصارين مدمّرين في الأسابيع الأخيرة الماضية، وهما: "هارفي" Harvey و"إرما" Irma على التوالي، في حين يمن المتوقع أن يضرب الإعصار الثالث خوسيه Jose خلال الأيام القليلة القادمة، وفقا لـ "الخليج أونلاين" http://alkhaleejonline.net.
وبحسب خبراء المناخ، فإن تواتر الأعاصير الثلاثة وفي مدة زمنية قصيرة ليس مجرد مصادفة، بل هي دليل على أن الاحترار العالمي في ازدياد، مع كل ما يترتب عليه من نتائج ومخاطر لا يمكن التنوء بحجمها مستقبلا.
وقد حذّر العلماء من أن الاستجابة للأعاصير الأخيرة تظهر مدى الرعب في عالم غير مستعدٍّ بالفعل لهذا النوع من الظواهر الجوية القاسية، التي ستصبح أكثر شيوعاً كلما ارتفعت درجة حرارة الأرض.
لا مهرب من الحقيقة
كما حذر العلماء أيضاً، من أن تجمّع الأعاصير في فترات زمنية متقاربة يحمل خصوصية في مدى الأضرار التي تلحق بالبيئة، ومن ذلك، فإن العالم سيكون عرضة لأعاصير ليست فقط أكثر خطورة، ولكنها ستكون متسلسلة ومجتمعة معاً بهذه الطريقة أكثر من أي وقت مضى.
يقول فيليب ويليلمسون، منسّق العلوم في جامعة "إيست أنجليا": "ربما كان هارفي يحدث، ويمكن أن تكون إرما مصادفة، ولكن بعد تشكّل خوسيه فإنه لا مهرب من الحقيقة التي تقول بأن تغيّر المناخ يفعل فعله في هذه الكوارث".
وأضاف ويليلمسون قائلا أن "كثرة الأعاصير والأضرار الناجمة عنها تحدث في المناطق الاستوائية من العالم في ذلك الوقت من السنة، أي عندما يكون البحر أشد حرارة، لذلك إذا كان العالم لا يزال يتحصل على درجات حرارة أكثر دفئاً، فمعنى ذلك أن المخاطر ستزداد لا محالة".