"غدي نيوز" - متابعات

تعقد حديقة الحيوانات بالعين في الإمارات العربية المتحدة، مشروع شراكة مع الإدارة التونسية العامة للغابات، لتقييم التنوع الوراثي لـ "مها أبوعدس" واسمه العلمي Addax nasomaculatus، وهو من النوع المهدد بالانقراض بتصنيف عالمي عالي الخطورة، وذلك بالتعاون مع "مؤسسة مارويل" لصون الحياة البرية، و"جمعية الحيوان الملكية الاسكتلندية" و"حديقة سان دييغو العالمية للحيوان".

يهدف المشروع إلى إدارة وتنظيم التزاوج بين فصائل أبوعدس تفاديا لتزاوج الاقارب والمسمى (ميتابوبيوليشن) المسبب لامراض جينية وراثية، تؤدي إلى فناء الحيوان وانقراض فصائله على المدى البعيد.

نظام ادارة "الميتابوبيوليشن"

ويكون ذلك من خلال تحليل الخزعات وجمع عينات الأنسجة من "أبوعدس" للتعرف على الجينات الوراثية، وبالتالي تطوير سياسات أفضل لإدارة وضمان استمرارية الفصائل المتبقية وإكثارها بصحة جيدة مستقبلا.

وتحظى حديقة الحيوانات بالعين في هذا المشروع بالإنفراد في توفير عيناتها الحصرية من مها ابوعدس التي تستخدم في الابحاث، ما يؤهلها لأن تكن مرجعا رسميا عالميا لإجراءات حفظ الفصائل المستقبلية بنظام ادارة "الميتابوبيوليشن" ومساهم رئيس في هذا المشروع.

كما يتضمن دور الحديقة في المشروع العالمي الدعم والمتابعة في جمع العينات المرسلة إلى تونس وإجراء التحاليل الجينية في العاصمة ادنبرة بجمعية الحيوان الملكية الاسكتلندية، بالاضافة إلى رعاية ورش العمل التونسية التي سيتم تنظيمها خلال 2019 و 2020 لعرض نتائج المشروع وسياسات حفظ الفصائل المستقبلية.

التكاثر والاستمرار

وقالت منى الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات في حديقة الحيوانات بالعين: "نتوقع أن تكون نتائج مشروع (ادارة الميتابوبيوليشن) غير مسبوقة وذات اثر واسع في حفظ التنوع البيولوجي لمها ابوعدس، كما انها ستساعد بشكل كبير في اتخاذ القرارات العملية بشأن إدارة مناطق المحميات وتعويض التحديات النسبية المحتملة"، مشيرة إلى "آلية التزاوج المنظم التي ستتم في مجتمعات سكانية منفصلة يمكن عزلها عن طريق البحار او الانهار او احتجازها في حدائق الحيوان المختارة".

 واضافت: "إن الاجيال المتبقية من ابو عدس قادرة على التكاثر والاستمرار، ولكن ما نخشى منه هو تعرضها للأمراض وفقدان التنوع الجيني الناتج عن تزاوج الاقارب، ولذلك نسعى إلى اكثار فصائل ذات جينات وراثية سليمة، نظرا للحالة الحرجة من الانقراض التي يتعرض لها ابوعدس في البرية".

على وشك الإنقراض

وأكدت الظاهري ان ادارة الميتابوبيوليشن هو الخيار الوحيد لعدد من الدول حول العالم اذا ما اردنا رؤية مها ابوعدس مرة اخرى.

الجدير بالذكر ان مها ابوعدس من الظباء الصحراوية التي كانت منتشرة بوفرة في الكثبان الرملية وسهول الحصى في الصحراء، ولكنها الآن على وشك الانقراض في البرية.

وقد تم حفظها وتربيتها في حدائق الحيوان في أوروبا وأميركا الشمالية وشبه الجزيرة العربية وآسيا، وأطلق سراحها في المناطق المحمية المسيجة في المغرب وتونس بين عامي 1985 و 2007، وفقا لـ "صحيفة الوطن" الإماراتية.