"غدي نيوز" – إيليسيا عبود

لاحظ خبراء في مجال التنوع البيولوجي، ولا سيما في البيئات البحرية، أن جماعات السمك الأصغر سنا تزداد أعدادها على نحو كبير في سائر بحار محيطات العالم، وعزوا الأمر إلى الصيد الجائر "نتيجة لشهية البشرية المتزايدة للمأكولات البحرية"، وفق دراسة نشر ملخص عنها في دورية "نايتشر" Nature العلمية.

وتأتي الدراسة لتلقي الضوء على مخاطر استنزاف الثروة السمكية، ما يؤثر على الأمن الغذائي لمئات الملايين من البشر، إذ سبق وحذّر علماء من أن الموارد السمكية لن تكون كافية خلال السنوات والعقود المقبلة لتوفير الغذاء لمجتمعات تؤمن مقومات بقائها من ثروات المحيطات.

انخفاض السمك الأكبر سنا

فقد بحث المؤلف الرئيسي للدراسة العالم لويس بارنيت Lewis Barnett، من "جامعة واشنطن" University of Washington في سياتل، وزملاؤه تقديرات مخزون 63 نوعا من الأسماك عبر خمس مناطق في المحيطات.

وبالمقارنة بالسجلات التاريخية، اتضح أن نسبة السمك في الفئة العمرية الأكبر سنا قد انخفضت إلى حوالي 80 بالمئة من المجموعات، حيث شهد ثلثها انخفاضات بأكثر من 90 بالمئة.

وكان التأثير أكثر وضوحا، عندما توقع الفريق أعداد الأنواع المحتمَلة، إذا لم يتم صيد الأنواع على الإطلاق، ومقارنتها بالنسبة الحالية من السمك المتقدم في العمر.

استقرار المجموعات

وخلصت الدراسة وفقا لـ "ساينس دايلي" sciencedaily.com إلى أن التحوّل إلى زيادة السمك الصغير في السن يؤثر على الإنتاجية، ويمكنه أيضا أن يضر باستقرار المجموعات. كما أن انخفاض عدد السمك البالغ يجعل المجموعات أقل تنوعا، وأكثر وَهنًا وضعفا أمام التحديات البيئية، حسبما يقول الباحثون.

وتشير النتائج التي توصل إليها العلماء إلى ضرورة زيادة التركيز على التدابير الإدارية التي تقلل من أثر الصيد الجائر، وحظر الصيد باستثناء نطاق ضيق من أحجام الأسماك، ما يعرف بـ "الحصاد التناوبي".