"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

       تساهم الحياة العصرية من وسائل الراحة، وتنوع الغذاء لا سيما غير الصحي منه، فضلا عن الجلوس لفترات طويلة دون القيام بنشاط جسدي، وعدد كبير من العوامل بزيادة حالات الوزن الزائد والبدانة، ومن المعروف أن زيادة الوزن ترتبط بأمراض مزمنة عدة مثل أمراض القلب والسكري، ولكن التقرير الأخير الذي أصدرته مراكز المراقبة والوقاية من الأمراض (سي دي سي)  the Centers for Disease Control and Prevention (CDC)  تحت عنوان "العلامات الحيوية"  Vital Signs  بين أن زيادة الوزن  مرتبطة بـ 13 نوع من السرطان.

       وأوضح التقرير أن هذا لا يعني أن زيادة الوزن هو السبب في جميع حالات السرطان هذه، فقط أن هناك نوع من العلاقة، لا زالت بحاجة إلى التفسير، ووفقا للدراسة أن حوالي 630 ألف إصابة بالسرطان، أي 40 بالمئة من مجموع حالات السرطان المشخصة عام 2014 في الولايات المتحدة، كانت مرتبطة بالوزن الزائد، مجددة الدعوة إلى مزيد من الوقاية.

.

أمر مثير للقلق

       وقالت مديرة CDC الدكتورة برندا فيتزجيرالد Brenda Fitzgerald، إن هذا الأمر "مثير للقلق في بلد يعاني فيه 71 بالمئة من البالغين من الوزن الزائد أو البدانة."

       وأضافت "يزيد وزن غالبية الأميركيين البالغين عن المستوى الموصي به، ويعرّض الوزن الزائد أو البدانة الناس لاحتمال الإصابة ببعض أمراض السرطان بنسب أكبر"، وأوضحت أن "العودة إلى وزن سليم وصحي تساهم في الوقاية من السرطان".

       وأشار موقع  CDC إلى أن كثير من الناس لا يدركون أن زيادة الوزن والسمنة ترتبط ببعض أنواع السرطان، وقد حددت الوكالة الدولية لبحوث السرطان The International Agency for Research on Cancer (IARC)، 13 نوعا من السرطان مرتبطا بزيادة الوزن والبدانة: وهي الورم النخاعي المتعدد meningioma، وَرَمٌ نِقْوِيٌّ مُتَعَدِّد multiple myeloma، سرطان المريء adenocarcinoma of the esophagus وسرطان الغدة الدرقية، سرطان الثدي بعد سن اليأس، سرطانات المرارة، المعدة، الكبد، والبنكرياس، والكلى، والمبايض، الرحم، والقولون والمستقيم، ويساهم الكشف الطبي المسبق بالفحص التنظيري Colonoscopy لسرطان القولون والمستقيم بمنع الحالات الجديدة من خلال إيجاد نمو غير طبيعي في القولون والمستقيم قبل أن تتحول إلى سرطان.

مؤشر كتلة الجسم

       وتسجل هذه الإصابات المرتبطة بالوزن الزائد ارتفاعا متواصلا في الولايات المتحدة، فقد تم تشخيص حوالي 630 ألف شخص في الولايات المتحدة مع سرطان المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة في العام 2014، لدى حوالي ثلثي الحالات لدى البالغين بين الأعمار 50 و74 سنة، كما ارتفعت معدلات السرطانات المرتبطة بالبدانة، ولا تشمل هذه الأرقام سرطان القولون والمستقيم، بنسبة 7 بالمئة بين عامي 2005 و 2014، بالمقابل انخفضت معدلات السرطانات غير المرتبطة بالبدانة خلال تلك الفترة، كما أن العدد الإجمالي لحالات السرطان الجديدة تتراجع منذ التسعينيات، إلا أن زيادة الوزن والبدانة تساهم بتراجع هذا التقدم.

       وفي العامين 2013 و2014، يعاني شخصين من بين ثلاثة أشخاص بالغين في الولايات المتحدة من زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم 25-29.9 كغ / m2) أو يعانون من السمنة (وجود مؤشر كتلة الجسم من 30 كجم / م 2 وأعلى)، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) هو وزن الشخص (بالكيلوغرام) مقسوما على ارتفاع الشخص مربع (بالأمتار م²).

وتفيد الأرقام الأخيرة لمراكز "سي دي سي" أن 32.8 بالمئة من سكان الولايات المتحدة يعانون من وزن زائد، و37.9 بالمئة من البدانة.

وقد حلل تقرير العلامات الحيوية  Vital Signs، الذي أعده باحثو مركز CDC ومعهد السرطان الوطني National Cancer Institute ، بيانات عام 2014 لحالات الإصابة بالسرطان من تقرير إحصاءات السرطان في الولايات المتحدة The United States Cancer Statistics report، واستعرض البيانات من العام 2005 إلى العام 2014 لتحديد اتجاهات السرطان المرتبطة بزيادة الوزن والبدانة.

نتائج رئيسية

أما النتائج الرئيسية فيما يتعلق بأنواع السرطان المرتبطة بزيادة الوزن والبدانة فكانت:

       أولا: النساء أكثر عرضة من الرجال، إذ أن 55 بالمئة من حالات السرطان المشخصة لديهن مرتبطة بوزن زائد، في مقابل 24 بالمئة لدى الرجال.

       ثانيا: السود غير المنحدرين من أصل إسباني Non-Hispanic blacks والبيض غير المنحدرين من أصل إسباني  non-Hispanic whites لديهم معدلات أعلى للإصابة بالسرطان مقارنة بالمجموعات العرقية والإثنية الأخرى، كما أن الذكور السود والهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين لديهم معدلات أعلى للإصابة بالسرطان من الذكور البيض.

       ثالثا: زادت معدلات الإصابة بالسرطان والسمنة المفرطة، باستثناء سرطان القولون والمستقيم، بنسبة 7 في المائة بين عامي 2005 و 2014، انخفض سرطان القولون والمستقيم بنسبة 23 في المئة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عملية الكشف المبكر بعمل تنظير دوري للقولون، وقد تراجعت نسب السرطان غير المرتبطة بالبدانة بنسبة 13 بالمئة.

       رابعا: زادت معدلات الإصابة بالسرطان والسمنة المفرطة، باستثناء سرطان القولون والمستقيم، بين البالغين الذين تقل أعمارهم عن 75 سنة.

كيف يمكن لمقدمي الرعاية الصحية المساعدة؟

       ورأى التقرير أن مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تقديم المساعدة بقياس وزن المريض، وتسجيل الزيادة في الوزن، ومؤشر كتلة الجسم، وتقديم المشورة للمرضى للحفاظ على وزن صحي، ودور هذا الأمر في الوقاية من السرطان، فضلا عن إحالة المرضى الذين يعانون من السمنة إلى البرامج المكثفة التي تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة لمساعدة المرضى على تنظيم أوزانهم، ووصل المرضى والعائلات بالخدمات المجتمعية لمساعدتهم على الحصول على الغذاء الصحي وطرق للقيام بنشاط جسدي بشكل أفضل.

       المصادر: CDC  

       لقراءة الدراسة على الرابط الأصلي:

https://www.cdc.gov/media/releases/2017/p1003-vs-cancer-obesity.html

       لقراءة التقرير العلمي:

https://www.cdc.gov/vitalsigns/obesity-cancer/index.html