"غدي نيوز"
أبدى باحثون عن خشيتهم من تقلص أعداد الحيتان في المحيط الأطلسي بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، الناجم عن تغير المناخ، وهو ما يدمر مصادر غذائها ويضطرها للتحرك بعيدا عن مواطنها بحثا عن الغذاء مما يعرضها لمخاطر عديدة.
فعلى سبيل المثال، رصد باحثون يراقبون الحيتان من منارة في ميناء بار بولاية ماين الأميركية شمال غرب المحيط الأطلسي، الصيف الماضي، ثمانية من الحيتان الحدباء من أصل عشرات في الأوضاع العادية. وقالوا إن 53 حوتا منها نفقت في آخر 19 شهرا، العديد منها نتيجة اصطدامها بقوارب أو معدات الصيد.
ويخشى العلماء أن الحيتان الحدباء ربما اضطرت إلى مغادرة مواطنها المعتادة بحثا عن الطعام مع تسارع ارتفاع حرارة المياه وتضرر مصادر غذائها.
كما أن حيتان شمال الأطلسي الصائبة، التي تفضل المياه الأبرد، تغير مسارها أيضا، مع تبعات أكثر خطورة، فقد نفق 15 حوتا منها منذ منتصف نيسان (أبريل) من ضمن مجتمع حيتان صائبة انخفض إلى أقل من 450 حوتا.
ودفع العدد المرتفع من الحيتان الحدباء النافقة منذ كانون الثاني (يناير) 2016 إلى الأول من أيلول (سبتمبر) من هذا العام، الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى الإعلان عن "حدث نفوق غير عادي"، ولا يعلم أحد سبب ذلك، لكن تحقيقات الإدارة ترجع نصف سبب الوفيات إلى الاصطدام بالسفن.
ويقول الباحث في محطة بلير مارين للأبحاث دان دندانتو، إن الحرارة في خليج ماين ترتفع بأحد أسرع المعدلات على الأرض، وتغير الحرارة ربما تسبب بتحول على امتداد السلسلة الغذائية. مضيفا أنه في الوقت الذي تتعقب فيه الحيتان مصادر غذائها إلى مناطق جديدة فإنها تمر في طريق السفن ومعدات الصيادين.
وقالت "الجزيرة نت" نقلا عن "نيويورك تايمز": يخطط دندانتو والعديد من الباحثين ضمن مجموعة "حلفاء الحيتان" التابعة لكلية الأطلس، من أجل البدء بمشروع بحثي العام المقبل، لتحليل جزء من جلد الحيتان الحدباء التي تم جمعها باستخدام سهام الخزعة، لتحديد نوعية الطعام الذي تتناوله وكيف يؤثر ذلك على صحتها.