"غدي نيوز" – قسم التحقيقات
ما يزال "فندق الامباسادور" أحد أهم الفنادق في محطة بحمدون وأبرز معالمها التاريخية مقفلا منذ ستينيات القرن الماضي، بالرغم من أنه لم يكن ثمة موجب للإقفال، فيما كانت قرى وبلدات الاصطياف تعيش عصرها الذهبي، إلا أن حادثة طريفة كانت وراء "شطبه" من قائمة المرافق السياحية في البلدة، يوم حضر أحد أمراء دولة الكويت الشقيق لحضور احتفال يلزم المشاركين ارتداء زي رسمي "السموكن"، لكن الأمير حضر بزيه التقليدي فمنع من الدخول من قبل المشرف على لجنة الاستقبال، لعدم معرفته بالعادات والتقاليد العربية، فاعتبر الأمر إهانة لزي بلاده وتجاوزاً للأعراف، وسوء تقدير لأصول الضيافة، فبادر في اليوم التالي إلى شراء الفندق، وثمة من يؤكد أن الهدف من شرائه كان طرد الموظف الذي منعه من الدخول وأساء دون قصد لزي بلاده، لكن الفندق أقفل في العام 1968 نهائيا، بعد نحو سنتين من تاريخ شرائه.
عشرات الورثة
ليس ثمة من لديه تفاصيل أكثر عما حصل، فهذه الواقعة ترقى إلى أكثر من خمسين سنة، حتى رئيس البلدية أسطه أبو رجيلي أشار إلى أن "ما نعرفه هو ما سمعناه من أن أحد الأمراء منع من دخول الفندق فاشتراه"، لافتا إلى أن "(الامباسادور) ارتبط اسمه بنهضة محطة بحمدون قبل الستينيات من القرن الماضي وكانت ملكيته لآل عريضة، وكان يوازي (السان جورج) في بيروت من حيث أهميته وكان موئلا لأرقى الحفلات والمناسبات على مستوى لبنان والعالم والعربي، إضافة إلى أنه كان يضم كازينو ومرافق لا تتوافر وقتذاك إلا في المؤسسات السياحية العريقة".
وعن دور البلدية في حث أصحابه الحاليين على إعادة ترميمه وافتتاحه، أشار أبو رجيلي إلى أن "الأمر صعب لان هناك عشرات الورثة والايام وحدها كفيلة بحل الامور".
وعما اذا كان هناك اتصال بسفارة الكويت حيال هذا الامر، قال: "السفارة غير معنية وهناك أيضا (اوتيل شيبرد) وغيره، وهناك بعض الفنادق أمورها عالقة لدى القضاء"، لافتا إلى أن "هذا الأمر منوط بالدولة التي عليها مساعدتنا في ارغام أصحاب هذه المرافق السياحية على إعادة ترميمها لننفض عن البلدة كل ما يسيء إلى جمالها".
تحفة معمارية
وعلم ghadinews.net من أحد كبار السن المواكبين للفندق أن "الأمير الذي اشتراه هو عبدالله المبارك وكان نزيلا في الفندق صيف 1966، وكانت هناك حفلة للراحلين وديع الصافي وصباح منع من حضورها وطلب منه أن يصعد إلى جناحه ويرتدي بدلة رسمية فلم يرضَ فحصل احتكاك"، وأضاف: "أراد شراء الفندق ليطرد من طرده وقيل أنه قدم لاصحاب الفندق شيكا على بياض فوضعوا رقما خياليا بقصد تهريبه، لأنهم ما كانوا في وارد بيع الفندق، لكن النتيجة أنه دفع المبلغ المطلوب".
كما أن الفندق يضم ثمانية عشر عقارا توجد فيها أربعة ينابيع مياه، وفي المعلومات أن أحد أنجال المبارك حضر الى لبنان وتفقد الفندق قبل خمس سنوات فقط للاطلاع عليه وليس بقصد استثماره.
يذكر في هذا المجال أن "الامباسادور" يتسنم واحدة من أجمل تلال محطة بحمدون المطلة بشكل كامل على وادي لامرتين من صنين إلى بحر بيروت، وهو يعتبر تحفة معمارية أنجز بناؤه حجرا حجرا بالمطرقة والإزميل، وتعرض للسرقة إبان الحرب الأهلية، ولم تلحق به أضرار في ما عدا انهيار جانب صغير من شرفة عريضة سنة 1983.