غدي نيوز – مروة هلال -
من كان يتوقع أن نشاهد يوما حيوان "اللاما" في لبنان؟ لا بل أبعد من ذلك، من كان يتوقع أن يتكيف طيلة إحدى عشرة سنة مع بيئته ومناخه، وهو القادم من جبال الانديز في أميركا اللاتينية؟
كيف وصل إلى لبنان؟
لعل كثيرين يتساءلون، كيف وصل "اللاما" إلى لبنان؟ ومن استقدمه؟ ولماذا ولأي غرض؟
بدأت الحكاية في العام 2006، عندما بدأ مواطنون يبدون اهتماما لرؤية الوافد الجديد، من جبال "الانديز" في أميركا الجنوبية، خصوصا بعد أن تأقلم وتكيف بسرعة مع بيئة لبنان ومناخه، لا بل أبعد من ذلك، فـ "اللاما" راح يتكاثر في سابقة تسجل للمرة الأولى في لبنان.
وكانت الصدفة وراء هذه الخطوة، بعد أن أحضر شخص زوجين صغيرين من "اللاما" إلى لبنان ولم يتمكن من رعايتهما، فهما بحاجة لفسحات واسعة ورعاية دائمة، ولم يكن يعلم أنهما بحاجة دائما الى اهتمام خاص، فعهد بها إلى رامي نجد من بلدة العبادية – قضاء بعبدا، ويملك الأخير مزرعة أبقار حديثة في أسفل البلدة، فتركها ترعى مع الأغنام وتآلفت معها على مساحة واسعة من أرض يملكها في نطاق مزرعته.
تأقلمت مع طبيعة لبنان
أما اليوم، فأصبحت "اللاما" جزءا من المزرعة، وقد تحولت إلى ما يشبه محمية تتكاثر فيها، إلى جانب الكثير من الحيوانات البرية المحلية والطيور اللبنانية كالحجل والفري والزرزور، إضافة إلى أنواع نادرة من طيور العالم، وباتت مقصد المهتمين بالبيئة والحياة البرية وطلاب الجامعات الذين يتابعون دراساتهم عن البيئة والتنوع البيولوجي، فضلا عن طلاب المدارس من مختلف المناطق اللبنانية.
وأكد نجد لـ gahdinews.net أنه ليس "مع إحضار حيوانات غريبة عن بيئة لبنان، ولكنني قمت بالاعتناء بزوج (اللاما) حتى كبرا وأنجبا دون تخطيط مسبق، وأمنت لهما مكانا واسعا كي لا يشعران أنها في الأسر وهذا ما ساعد على تكاثرها".
وأضاف: "أنثى اللاما تنجب مولودا واحدا في السنة"، ولفت إلى أنها "تأقلمت مع طبيعة لبنان، لكن في الصيف يجب أن نجز وبرها، لا سيما عند اشتداد الحر".
قدرة على التحمل
وقال نجد: "ان (اللاما) من أنظف الحيوانات وهي لا تقضي حاجتها الا في مكان محدد وتبقى زريبتها نظيفة، وسمادها مهم جدا للتربة، ويمكن امتطاؤها كنوع من الدواب ولديها قدرة على التحمل، لكننا لا نسخرها في هذا المجال، فقط نتركها ترعى ونقدم لها الرعاية الصحية والعلف".
وأضاف: "إن حليب اللاما مهم جدا للصحة، ولكن لا تنتج الحليب بكميات كبيرة"، وأشار نجد إلى أن "وسيلة اللاما للدفاع عن نفسه في حالة الغضب أو التعرض لهجوم هي البصق بلعاب كريه الرائحة في وجه عدوه لمسافة أمتار عدة، بسبب حموضة عالیة مصدرها المعدة".
إلا أن حيوانات اللاما اقتربت منا وراحت تلتهم من خلف السياج ما نقدمه لها من أغصان خضراء، ذلك أنها لم تشعر بأي خطر ونحن نؤمن لها القليل من العشب.