"غدي نيوز" – قسم البيئة والتنوع البيولوجي -
يعيش ما يقرب من مليار نسمة في المناطق الجبلية، ويعتمد نصف سكان العالم على الجبال للحصول على المياه والأغذية والطاقة النظيفة، وتمثل الجبال ربع مساحة اليابسة في العالم ويقطنها 12 بالمئة من السكان في العالم.
وتتمثل أهمية الجبال في حجم التنوع العالمي الهائل، بدءاً بالغابات الاستوائية المطيرة وانتهاء بالجليد والثلوج الدائمة، فضلا عن مناخات يكثر فيها هطول الأمطار بنسبة 12 متر سنويا وحتى الصحارى المرتفعة، ومن مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع يقارب تسعة آلاف متر، ولذلك تعتبر الجبال "الأبراج المائية للعالم"، حيث توفر المياه العذبة لما لا يقل عن نصف سكان العالم.
تحديات كبيرة
ولكن الجبال عرضة للضغط، فتغير المناخ وتدهور الأراضي والكوارث الطبيعية تهدد رفاهية المجتمعات الجبلية، وقدرة البيئات الجبلية على إتاحة السلع والخدمات الضرورية التي يؤمنها النظام إلايكولوجي إلى جانب العواقب المحتملة البعيدة المدى والجسيمة التي قد تنتج عنه وتؤثر على العالم بأسرة.
يطرح الرابط بين الصدمات الناجة عن تغير المناخ وغياب الأمن الغذائي وأنماط الهجرة في الجبال تحديات كبيرة.
أما في ما يتصل بالجوع، فهناك شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص من سكان الجبال في البلدان النامية عرضة لغياب الأمن الغذائي. وترتفع هذه النسبة إذا اقتصرت على المناطق الريفية فقط، إلى شخص واحد من كل شخصين من سكان الجبال.
أما ما يتصل بالمناخ، فالحقيقة هي أن 60 إلى 80 بالمئة من موارد المياه العذبة توفرها الجبال، إلا أن تغير المناخ يهدد قدرتها على إتاح المياه العذبة والسلع والخدمات التي يؤمنها النظام الإيكولوجي في المراحل الأولى وفي المراحل التالية.
ومع تزايد ضعف سكان الجبال، ترتفع معدلات الهجرة أكثر مع انتقال المهاجرين إلى المراكز الحضرية التي غالبا ما تعاني أصلا من ضغط سكاني هائل، وأغلب هؤلاء من الرجال الذي يخلفون ورائهم نسائهم وأطفالهم وذويهم من المسنين.
الاحتفاء بالجبال
يتيح الاحتفاء بهذه المناسبة امكانية تسليط الضوء على قضايا تأثير المناخ والجوع والهجرة على المناطق الجبالية وسكانها، ويأتي هذا التركيز في إطار تكامل جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة وتنفيذ اتفاق باريس.
وفي حين أن الموضوع العام لاحتفالية هذا العام هو "الجبال عرضة للضغط: المناخ والجوع والهجرة"، فإن الخيار متاح أمام البلدان والمجتمعات والمنظمات للاحتفاء بهذا اليوم تحت ما ترغب به من شعارات ذات صلة، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت القرار 245/57، وحددت فيه يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يوما دوليا للجبال، وذلك اعتبارا من عام 2003 تاريخ إقرار هذه الاحتفالية، وشجعت المجتمع الدولي على أن ينظم في هذا اليوم مناسبات على جميع المستويات بهدف إبراز أهمية التنمية المستدامة للجبال في العالم.