"غدي نيوز"
حذر خبير المناخ فردوس علي من أن العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، ستتعرض للغرق وتغمرها المياه كليا بحلول عام 2030، بسبب ارتفاع مستويات البحر نتيجة الاحتباس الحراري العالمي والتغير المناخي.
وقال فردوس علي، وهو خبير الموارد المائية من جامعة إندونيسيا، إن جاكرتا تتجه نحو الغرق بمعدلات سريعة، وقد ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح مدينة تحت الماء. وأرجع تقرير هيدرولوجي ساهم الخبير علي بإعداده، هذه الظاهرة إلى عاملين رئيسيين.
الأول، ظاهرة الاحترار العالمي التي تسببت في ارتفاع منسوب بحر "جاوة" من ناحية، وكثرة الزلازل من ناحية أخرى. والعامل الثاني يتمثل في الإفراط في استخدام المياه الجوفية والتطور الضخم والسريع للمباني الشاهقة في المدينة.
وتقع جاكرتا، وهي أحد أكثر المدن المأهولة بالسكان حول العالم، على سهل تكثر به المستنقعات.
وركزت جاكرتا اهتمامها على دعم دفاعاتها بحائط من المصدات البحرية بطول يزيد قليلا عن 24 كيلومترا، وتجديد شبكة تصريف الفيضانات المتداعية.
ويشمل المخطط الرئيسي للمشروع بناء 17 جزيرة صناعية قبالة الساحل الشمالي لجاكرتا، حيث تخطط الشركات العقارية لتشييد مراكز للتسوق وأبنية مشابهة لتلك التي بنتها سنغافورة على جزيرة سنتوسا. لكن العمل في المشروع توقف في نيسان (أبريل) 2016، بسبب خلافات بين الحكومة وحاكم جاكرتا حول من له صلاحية إصدار التصاريح.
كما احتج صيادون أيضا على أعمال الاستصلاح، وقالوا إنها ستقلل الكميات التي يصطادونها من الأسماك.
وقال علي: "إذا لم نكمل بناء الحائط البحري العملاق سريعاً، سيؤثر ذلك سلباً على المدينة المهددة بالغرق"، وأضاف أن "سطح المدينة يتراجع من 5 إلى 12 سم سنويا".
وأكد الخبير أن "الجدار البحري يشكل حصنا ضد ارتفاع منسوب مياه البحر ويمكن أن يوقف عملية الغرق".
وفي 21 كانون الاول (ديسمبر)، دق التقرير المذكور ناقوس الخطر حيث أكد أن أجزاء من المناطق الساحلية غرقت بمعدل 32 سم خلال السنوات الأخيرة.
ويغطي الماء حالياً ما يقرب من 40 بالمئة من جاكرتا، ومعظم المناطق المتضررة تقع شمالاً، بحسب المصدر نفسه. وقال رضوان جمال الدين، مسؤول في وزارة الشؤون البحرية إن "غرق المدينة يعود إلى عمليات سلب المياه الجوفية"، وأوضح أنه مع تغير المناخ، يرتفع بحر جاوة، والطقس يصبح أكثر تطرفا. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حولت عاصفة قوية شوارع جاكرتا إلى أنهار، وهددت قرابة 30 مليون نسمة من سكان المنطقة بالمبيت في العراء.
نقلا عن "ميدل إيست أون لاين" middle-east-online.com