"غدي نيوز" – قسم البيئة والعلوم البيولوجية -
تشير أنماط الطقس العالمية المعروفة باسم "النينيو" El Niño إلى ارتفاع درجات حرارة المياه في وسط المحيط الهادئ، وتحديدا عند المنطقة الاستوائية، في حين تمثل ظاهرة "النينيا" La Niña عكس ذلك تماما، أي انخفاض درجات حرارة المياه بشكل مستمر في نفس المناطق.
وهذا الأمر يمكن أن يفاقم الجفاف والفيضانات والعواصف الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم، كما قال غريغ بولي Greg Puley، المسؤول في مكتب "تنسيق الشؤون الإنسانية" Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) في حديث مع "مركز أخبار الأمم المتحدة".
نمط نموذجي واحد
تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أنه خلال آخر تجلي كبير لظاهرة "النينيو" قبل نحو عامين، اضطر 23 بلدا يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة إلى طلب المساعدة الطارئة لمعالجة آثار النينيو.
وأضاف بولي موضحا العلاقة بين هاتين الظاهرتين المناخيتين والاحتياجات الإنسانية، وقال: "هذه الظواهر تتكرر كل فترة ما بين عامين إلى سبعة أعوم. ففي العام الذي يحدث فيه (النينيو) وعلى الرغم من عدم وجود ظاهرتين متشابهتين، إلّا أن هناك نمطا نموذجيا واحدا ومتسقا".
وأضاف: "كما أن بعض أجزاء من العالم تعاني من ظروف جافة، فيما تهطل أمطار زائدة في بعض أنحاء العالم، وتزداد العواصف الشديدة تواترا في أجزاء أخرى من العالم. أما في الأعوام التي تحدث فيها "النينيا"، فتتأثر نفس المناطق، ولكن يميل ذلك إلى أن يكون تأثيرا معاكسا".
وتابع بولي، الذي يعمل على التخطيط لاستجابة المكتب لتأثير النينيا هذا العام "من منظور إنساني، هذا الأمر بالغ الأهمية، لأن الجفاف يمكن أن يكون دافعا رئيسيا للاحتياجات الإنسانية، وكذلك يمكن أن تكون الفيضانات أو العواصف الشديدة".
القدرة على الاستجابة
وشدد بولي على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر للمناطق التي تتأثر من هذه الأحداث الدورية حتى "نتمكن من منع الكوارث الإنسانية من الحدوث".
وفي ما يتعلق بآثار النينيا للعام الحالي 2018، فقد حذر المسؤول الأمـمي من احتمالية حدوث أثر كبير لها بنسبة قد تصل إلى نحو 70 بالمئة، لا سيما في منطقة القرن الأفريقي".
وقال: "حددنا أربعة بلدان في الوقت الراهن لديها مجموعة من التوقعات السلبية مصحوبة بحاجتها إلى الدعم الدولي، لأن حكومات تلك البلدان لا تملك القدرة على الاستجابة، هذا بالإضافة إلى حالة الضعف أو الصعوبات القائمة على أرض الواقع. ثلاثة منها تقع في القرن الإفريقي، وهي: الصومال وكينيا وجنوب غرب إثيوبيا، والبلد الرابع هو أفغانستان".
وبحسب بولي "يمكن أن تؤدي النينيا إلى انخفاض تساقط الثلوج بما قد يؤثر على موسم الزراعة".