"غدي نيوز" – يارا المغربي -
يبدو أن الحمير لن تنجو من جشع الإنسان وطمعه، ولن يمض وقت طويل حتى تتراجع أعدادها إلى مستويات تلامس الخط الأحمر، أي أنها ستكون عرضة للانقراض، ليس بسبب تغير المناخ وعوامل أخرى كما قد يظن البعض، وإنما نتيجة معتقدات صينية ترى في جلود الحمير مادة "سحرية" كانت تستخدم في الطب الشعبي منذ العصور القديمة، أي من الأسر الحاكمة التي توالت على حكم الصين قبل مئات وآلاف السنين.
كما أن انقراض الحمير يعني غياب الكائن الذي رافق الإنسان منذ تحول إلى الزراعة في العهود الغابرة، وأسدى له خدمات في سعيه لتأمين مقومات حياته، ولا يزال في مناطق لبنانية رفيق المزارع، خصوصا في الأماكن البعيدة التي تفتقر لوجود طرقات معبدة، ينقل الحطب والإنتاج الزراعي، ولا سيما أكواز الصنوبر في الأحراج ذات المسالك الوعرة.
ذبح آلاف الحمير يوميا
بادىء ذي بدء، لا بد من الإشارة إلى أنه في الصين تراجع عدد الحمير من 11 مليون رأس إلى 6 ملايين فقط، وسط توقعات بانخفاض أعدادها إلى 3 ملايين، وهو ما دعا الشركات الصينية إلى استيراد كميات ضخمة من جلود الحمير من الخارج، ولا سيما من القارة الأفريقية.
ومن بين 44 مليون حمار في العالم، يتم ذبح نحو 1.8 مليون حمار سنويا لإنتاج الـ "إيجياو" ejiao، وهي مادة جيلاتينية كانت مخصصة كدواء للأسرة الملكية في الصين في العصور القديمة.
وتستخلص هذه المادة من جلود الحمير، وساد اعتقاد قديم أنها تعمل كمحفز جنسي وتعالج الأرق وتمنع ظهور أعراض الشيخوخة.
ووجدت أفريقيا نفسها ضحية للمعتقدات الصينية بشأن الحمير، فقد أقامت بعض الشركات الصينية عشرات المسالخ في أنحاء عدة من القارة السمراء، حيث يتم ذبح آلاف الحمير يوميا.
وبحسب المدير التنفيذي لمنظمة "دونكي سانكتشري" The Donkey Sanctuary في بريطانيا، مايك بيكر Mike Baker، إن ثمن الكيلوغرام الواحد من مادة الـ"إيجياو" ejiao يصل إلى 375 دولارا.
باحثون يحذرون
وقال سيمون بوب Simon Bob، الذي يشغل موقع مدير الاستجابة السريعة والحملات في المنظمة: "هناك شهية كبيرة للإيجياو في الصين وهي لا تظهر أي علامات على التراجع".
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 الماضي، حذر باحثون من "جامعة بكين" من أن طلب الصين المرتفع على الـ "إيجياو" قد يتسبب في انقراض الحمير، حسب ما أشارت "سكاي نيوز"
وقال باحثون في "مجلة الخيول" البيطرية: "إن الصين تختار استيراد الحمير من جميع أنحاء العالم بتكلفة عالية، مما قد يشكل خطرا محتملا على الثروة الحيوانية من الحمير في العالم".
وخلال عام 2016، باعت النيجر نحو 80 ألف حمار إلى الصين مقارنة بـ 27 ألفا في العام السابق، بينما وردت بوركينا فاسو 18 ألف حيوان لمشترين خارج البلاد في الربع الأول من العام 2016، بعد بيع ألف حمار فقط في الفترة ذاتها من العام 2015.
وفي مدينة نايفاشا الكينية افتتح في نيسان (أبريل) 2016 مسلخ لذبح الحمير، بهدف تصدير جلودها إلى السوق الصينية المتعطشة للجيلاتين.