"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -

لن تكون أشجار الكاكاو في منأى عن ظاهرة الاحتباس الحراري، كما العديد من الأشجار والنباتات المهددة بالانقراض بس عوامل المناخ، وهذا يعني عدم قدرة المزارع في أنحاء العالم على رفد مصانع الشوكولا العالمية بثمار هذه الأشجار القارية دائمة الخضرة.

تغير المناخ

هذا ما خلصت إليه العديد من الدراسات العلمية، وآخرها دراسة أشارت إلى أنه في العام 2050 ستندثر زراعة الكاكاو، ولن يقوى هذا النبات على الصمود في وجه التغيرات المناخية، إلا إذا نجح علماء تعديل الجينات في إنقاذها.

ومن المعروف أن نبات الكاكاو يحتوي على البذور التي هي العنصر الحيوي في الشوكولا، لكن النبات ينمو فقط في نطاقات ضيقة من الأراضي بالغابات المطيرة، حيث يبقى الطقس نديا نسبيا ورطبا طوال العام.

ومن المتوقع أن يبدل تغير المناخ هذه العوامل بشكل كبير في السنوات الأربعين المقبلة، حتى أن الكاكاو لن ينمو هناك، وقد يكون ممكنا أن ينمو على جبال شديدة الانحدار، لكن الكثير من هذه المناطق محمية كمأوى للحياة البرية دون الزراعة، وفق ما أشارت صحيفة "نيوزويك".

ولذلك تسعى شركة "مارس" Mars، أكبر شركات صناعة الشوكولا في العالم، للتعاون مع العلماء في مجال "الهندسة الوراثية" Genetic Engineering لإيجاد حل لهذه المشكلة.

جينات أكثر تحملا

فقد تعهدت الشركة بمبلغ مليار دولار من أجل الحد من انبعاثات الكربون، وجزء من هذا المبلغ سيذهب إلى مختبر العلوم البيولوجية في "جامعة كاليفورنيا بيركلي" الأميركية، حيث سيقوم العلماء بمحاولة هندسة بذور الكاكاو بطريقة تبقيها حية في المناخات المختلفة.

وسيقوم فريق من العلماء باستخدام تكنولوجيا هندسة وراثية ثورية تسمى "كريسبر-كاس9" (CRISPR-Cas9).

وتعمل هذه الطريقة من خلال إيجاد أجزاء من الحمض النووي واستخراجها وإحلال حمض نووي معدل مكانها، ومن الممكن أن تستخدم هذه الطريقة لتعديل النباتات والحيوانات بحيث تتناسب بشكل أفضل مع احتياجاتنا أو لتعديل الأجنة البشرية نفسها، وفقا لـ "الجزيرة نت"، نقلا عن المصدر عينه.

ويهدف العلماء من خلال هذه التقنية المتطورة إلى عزل الجينات التي تجعل نبتة الكاكاو هشة جدا وإحلال جينات أكثر تحملا مكانها تستطيع مقاومة تغير المناخ الذي ستشهده قريبا.