"غدي نيوز" – مرى هلال -
بات من المؤكد أن تبعات تغير المناخ على التنوع البيولوجي أكبر بكثير مما كنا نتوقع، حتى ليبدو الحديث عن انقراض أنواع كبيرة من الكائنات الحية واقعا لا مفر منه، ما يطرح الكثيرة من الأسئلة والهواجس حيال مصير الإنسان في ما لو شهدنا انهيارا لكثير من النظم الإيكولوجية، خصوصا تلك التي هي على ارتباط وثيق بمحيطنا الحيوي.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار مجموع الدراسات التي خلصت إلى نتائج تؤكد بداية انهيار هذه النظم، فإن المستقبل سيغدو قاتما، خصوصا وأن استعادة هذه النظم ليس بالأمر السهل، طالما أن المشكلة الأساس ما تزال حاضرة، أي ظاهر الاحترار العالمي المسؤولة بالدرجة عن كل ما نشهد من تخريب للنظم البيئية وللظواهر المناخية المتطرفة.
تحول الأجنة الذكور إلى إناث
ما استوقفنا في هذا المجال، تقرير نشرته "سكاي نيوز"، أكد خلاله علماء أن التغير المناخي الذي أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيطات، يعمل على تحويل ذكور السلاحف البحرية إلى إناث.
وكشفت الأبحاث أن الاحتباس الحراري يمثل تهديدا خطيرا على الحيوانات، التي يعتمد جنسها على درجة حرارة البيئات التي يتم فيها وضع البيض.
واكتشف العلماء أن الأغلبية الساحقة من السلاحف البحرية الخضراء التي تم رصدها في منطقة الحاجز المرجاني العظيم على الساحل الشمال الشرقي لأستراليا، على مدار العقدين الماضيين، من الإناث.
وحسب دراسة نشرت نتائجها في صحيفة "كارنت بيولوجي"، فإن نسبة 99 بالمئة من السلاحف في المياه الدافئة و69 بالمئة منها في المياه الأقل حرارة، من الإناث، ما يعني تحول الأجنة الذكور إلى إناث.
وقال العلماء: "بالنظر إلى نتائجنا مع بيانات درجات الحرارة، فإن تجمعات السلاحف شمال منطقة الحاجز المرجاني العظيم الأكثر دفئا تنتج إناثا في المقام الأول لأكثر من عقدين، وإنتاج إناث بنسبة100 بالمئة قد يحدث في القريب العاجل".
تهديد خطير
وأضاف العلماء: "مع ارتفاع درجات الحرارة عالميا وتناسل معظم السلاحف البحرية في درجات حرارة فوق الطبيعية، فإنه من الواضح أن تغير المناخ يشكل تهديدا خطيرا لاستمرار هذه الكائنات".
وقبل أشهر قال علماء إن أجزاء من الحاجز المرجاني العظيم لن تتعافى أبدا من تأثير ارتفاع حرارة المياه في غير موسمها، في حين تتعرض أجزاء جديدة من الحاجز المدرج على قائمة مواقع التراث العالمي لمزيد من التهديد جراء ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقضت مياه البحر الدافئة حول الحاجز المرجاني على حوالي ثلثي الشعب المرجانية التي تمتد 700 كيلومتر في 2016، بعد أن تسببت المياه الدافئة بطرد الطحالب الحية، مما جعل الشعب تتكلس وتتخذ لونا أبيض في عملية تعرف باسم "الابيضاض".
واعتبرت هذه العملية أكبر عملية موت للشعب المرجانية في تاريخ الحاجز، وفقا للمصدر عينه.