"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -
بدأت التحضيرات للانتخابات النيابية بشيء من الحذر، وبكثير من المناورة بين الحلفاء والخصوم، في محاولة لتظهير الأحجام وتحديد الحصص، قبيل انطلاق "المحادل"، فأقصى ما تتمناه السلطة الحالية أن تجدد حضورها في "معارك" تعضدها الطوائف، وتغيب فيها التناقضات بحكم المصالح المتبادلة.
لكن ماذا عن قوى التغيير؟ وكيف تستعد؟ وهل هي فعلا قادرة على كسر الطوق المفروض عليها في ظل قانون الانتخاب الجديد؟ وما فرص نجاحها؟
إذا ما نظرنا إلى ما أفضى إليه المشهد الانتخابي في طور تشكله، نجد أن "الموزاييك" السياسي لم يفضِ إلى صورة واضحة حتى الآن، فثمة وقت قبل أن تنجلي الأمور وتتبلور بصيغتها النهائية، وإن كنا نعلم أن ثمة مقايضات مصلحية على مستوى الدوائر، ما يفترض على القوى المتضررة من التحالفات الفوقية أن توحد جهودها وفق برامج وأهداف واضحة.
أكثر من يؤرقنا في هذه الفترة أن لا تتمكن قوى التغيير الحقيقية من التراصف في جبهة واحدة، وأن تطغى الشخصانية على توجهات بعضها، وألا تتمكن من استغلال نقاط الضعف في تحالفات قوى السلطة، ونعني بقوى التغيير كل من يؤمن بوطن ديموقراطي يقوم على العدالة والمساواة بعيدا من التبعية العمياء لزعماء الطوائف، الذين أورثوا لبنان مشكلات وأزمات، من البيئة إلى الصحة والاقتصاد ...إلخ.
حتى الآن قوى المعارضة لا تملك برنامجا موحدا في حدود المبادىء والعناوين العامة التي تمثل قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، فيما تملك قوى السلطة القدرة على تضليل الناخب، واللعب على تناقضات القوى الديموقراطية، بما تملك من مال وإمكانيات ونفوذ.
فهل سنشهد في الفترة المقبلة ما يبدد الهواجس والتساؤلات؟