"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -
كثر المرشحون للانتخابات النيابية من سائر الأطياف والألوان والمشارب، وبدأ المشهد يتسم بـ "فولكلور" سياسي غير منفصل عن تفسخ قيمنا السياسية والمجتمعية، والكل في ما نشهد سواء، في ما عدا استثناءات قليلة لا تعكس حيوية مطلوبة لإعطاء الاستحقاق أهميته كمحطة للمحاسبة وتجديد الطبقة السياسية المترهلة.
لم نطلع إلى الآن على مشاريع وبرامج انتخابية، باستثناء صور وبعض شعارات، وكأن اللبنانيين سيقترعون لوسامة هذا المرشح وجمال هذه المرشحة، أو لشعارات جوفاء لا تصرف في ميدان العمل العام، فكم بالحري في استحقاق لاختيار نواب الأمة؟!
ونتوقع في القادم من أيام أن نواجه "تلوثا بصريا"، على غرار ما نشهده أيضا في الانتخابات البلدية والاختيارية، وستنتشر الصور في كل مكان، في مشهد يعكس تخلفنا، وسيتعدى مؤيدو المرشحين على الساحات العامة والأملاك الخاصة، ولن يتوانوا عن إلحاق الضرر بأشجار الزينة على الطرقات، ولن يتركوا فسحة دون تلويثها بما في ذلك مستوعبات النفايات، فالحرب ضروس وكأن الصور تنبىء بما تبنى المرشحون من برامج غائبة، وما يحضر منها سيكون ملهاة ممجوجة وستفضي في النهاية إلى تراجيديا وطنية.
لا نعلق في المدى القريب آمالا على تغير الصورة النمطية للانتخابات، وننتظر أن يطل علينا مرشحون مختلفون في توجهاتهم وطروحاتهم، وفي نظرتهم لهذا الاستحقاق، فلنراقب وننتظر!